للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاذ، خلال العام الجديد، ولم يبق في بني عبد الأشهل- بطن كبير من الأوس- رجل ولا امرأة ولا طفل إلا ودخل في الإسلام.

لقد أصبح التيار عارما، والاتجاه معبأ لقيام الدولة الإسلامية في المدينة- إذا صح التعبير- وأصبحت مهمة القيادة تنظيم هذه الطاقات كلها لصالح المعركة.

٥ - وهذا ما خطط له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بذل كل ما يملك من جهد لتعبئة الطاقات الإسلامية في المدينة. ولم يكن هناك أدنى تقصير في الجهد البشري الممكن في بناء القاعدة الصلبة التي تقوم على أكتافها الدولة الجديدة واحتمل هذا الجهد سنتين كاملتين من الدعوة والتنظيم. وتفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصب جهده عليه، تاركا- لفترة مؤقتة- الانشغال في الجهود السياسية الخارجية موجها كل طاقاته عليه الصلاة والسلام لبناء الصف الداخلي الواحد المتراص. من قوم كان بينهم قبل أقل من عام دماء وثارات.

٦ - وتمت التعبئة الكاملة. حين شعرت القاعدة الصلبة أنه قد آن الأوان لقيام الدولة الجديدة، وكما يقول جابر رضي الله عنه وهو يمثل هذه الصورة الرفيعة الرائعة: (حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف؟) (١).

لقد أصبحت النفوس جاهزة للانطلاق، وتنتظر إشعال الفتيل للحرب ضد الجاهلية المستحكمة.

٧ - ووصل مصعب رضي الله عنه إلى مكة قبيل الموسم الثالث عشر للبعثة، ونقل الصورة الكاملة التي انتهت إليها أوضاع شباب الإسلام هناك،


(١) السيرة النبوية لابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رواية إلى الزبير عن جابر.

<<  <   >  >>