للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هدف. إن دم المسلم أشد عند الله تعالى حرمة من الكعبة المشرفة. فكيف يسقط هدرا دون مقابل؟

لابد من الإعداد للمعركة. ولما تحن المعركة بعد، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يحدد زمانها ومكانها. واجب الجنود أن تكون أيديهم في كل لحظة على الزناد، أو العتاد، أما واجب القيادة فأضخم من ذلك بكثير، أن تدرس آلاف الاحتمالات الناجحة والفاشلة لخوض المعركة لأن كل قطرة دم سوف تقف يوم القيامة على رأس هذه القيادة وتسألها، فيم أريق دمي يا هذه. فماذا تجيب؟

ولئن كان واجب الجندية أن تكون يدها على الزناد في كل لحظة يطلب فيها ذلك، فأشد وجوبا عليها وألزم أن ترفع يدها عنه وتمضي إلي رحلها دون اعتراض "ولكن ارفضوا إلى رحالكم)).

ما أحلاه من درس وما أروعها من عبرة. الاستعداد لقتال الحجيج كافة ( ... على أهل منى بأسيافنا) والاشارة الواحدة: لا. ارفضوا إلى رحالكم.

ويعود السبعون ونيف يتسللون كالقطا إلى أماكنهم التي انسحبوا منها في الهزيع الأول من الليل ومن حولهم يغطون في نومهم فيشاركونهم في النوم دون أن يدري بهم حتى من تسللوا من فرشهم وكانوا معهم ينامون.

١٥ - وتحركت قريش كالذي أصابه الشيطان من المس. وجاءت مخيم الخزرج، وراح المشركون يحلفون بالله ما فعلوها. وهم صادقون. وراح عبد الله بن أبي ينفي الأمر نفيا قاطعا، ويؤكد استحالته. فما كان لقومه أن يفتئتوا عليه بمثل ذلك. وما علم بأن الانقلاب الذي تم لا يمكن البوح بأسراره ولو قطعت الرقاب. ترى لو أن واحدا من المشركين شعر بتحرك واحد من المسلمين

<<  <   >  >>