قال الحافظ ابن كثير (١) رحمه الله تعالى في سياق قصة مقتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة: فلما تواجه الجيشان قال مسيلمة لقومه: اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم، تستنكح النساء سبيات، وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم، وتقدم المسلمون حتى نزل بهم خالد بن الوليد على كثيب يشرف على اليمامة فضرب به عسكره وراية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس.
والعرب على راياتها فاصطدم المسلمون والكفار فكانت جولة وانهزمت الأعراب ثم تذامر الصحابة بينهم وقال ثابت بن قيس بن شماس: بئس ما عودتم أقرانكم ونادوا من كل جانب، أخلصنا يا خالد فخلصت ثلة من المهاجرين، والأنصار وحمى البراء بن معرور وكان إذا رأى الحرب أخذته العرواء فيجلس على ظهر الرحال حتى يبول في سراويله ثم يثور كما يثور الأسد.
وقاتلت بنو حنيفة قتالا لم يعهد مثله وجعلت الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم، وحفر ثابت بن قيس لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه وهو حامل لواء الأنصار بعدما تحنط وتكفن، فلم يزل ثابتا حتى قتل هناك، وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة أتخشى أن نؤتى من