للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الانطلاقة الثالثة عشر]

كثر الغش والخداع في واقع حياة الناس اليوم، وندر أن تجد الصادق الصدوق في أداء الأمانة المبتعد عن الغش والخديعة.

وإن كانت نتيجة المعصية واضحة معلومة في الآخرة فإن مالها في الدنيا أقرب.

ذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه نهى في خلافته عن مذق (١) اللبن بالماء، فخرج ذات ليلة في حواشي المدينة، فإذا بامرأة تقول لابنة لها:

ألا تمذقين لبنك فقد أصبحت؟

فقالت الجارية: كيف أمذق وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق؟

فقالت: قد مذق الناس فامذقي، فما يدري أمير المؤمنين.

فقالت: إن كان عمر لا يعلم، فإله عمر يعلم، ما كنت لأفعله وقد نهى عنه.

فوقعت مقالتها من عمر، فلما أصبح دعا عاصما ابنه فقال:

يا بني، اذهب إلى موضع كذا وكذا، فاسأل عن الجارية ووصفها له.

فذهب عاصم، فإذا هي جارية من بني هلال، فقال له عمر: اذهب يا بني فتزوجها فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب.

فتزوجها عاصم بن عمر، فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن


(١) مذق اللبن بالماء: أي مزجه به.

<<  <   >  >>