بعض الناس يهيأ الله عز وجل له الأسباب لنصرة هذا الدين من خلال عمله ومنصبه لكنه يأبى ذلك ويكون حجر عثرة في سبيل نشر الخير وبثه بين المسلمين مقدمًا وظيفته على دينه، ملبسا عليه إبليس بأمور واهية، وتراه يسخط الله عز وجل في سبيل وهم لديه، وهو إرضاء الناس أو من بجواره من العاملين أو ومن هم أعلى منه مرتبة من الأجراء والمديرين.
روي النسائي عن شداد بن الهاد رضي الله عنه: أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به، واتبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيًا، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم فلما جاء، دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فأخذه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذا؟ قال:"قسمته لك" قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة، فقال:"إن تصدق الله يصدقك" فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أهو هو" قالوا: نعم، قال:"صدق الله فصدقه ... ".