للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الانطلاقة الحادية والعشرون]

في زمن شحت فيه الأنفس وقبضت الأيدي وبخل المسلمون حتى بريالات قليلة ننطلق لنرى واقع المدينة النبوية مع ما فيها من شظف العيش وقلته لكنها دار مملوءة بالإيمان، وعامرة بحسن التوكل على الله والرغبة في رفع راية هذا الدين.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق فوافق ذلك مني مالا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أبقيت لأهلك؟ " فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ " قال: "أبقيت لهم الله ورسوله" (١).

ولم نر في هذا الزمن من يخرج ما في جيبه كاملا! أما من يخرج من ماله كله أو نصفه فهم أولئك الأخيار أبو بكر وعمر.

فهلا اقتديت بأولئك، وجعلت من مرتبك الشهري مبلغا للدعوة إلى الله وليكن مائة ريال فقط.


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>