الأشعري في قصة الاستئذان حين استأذن عليه كل؛ هذه أمور حتى مع القول بأنه لا بد من اثنين لو افترضنا وسلمنا -ونحن لا نسلم بهذا؛ لأن عندنا عشرات المواقف الصحابة فيها قبلوا بخبر الواحد؛ جاءهم مخبر واحد؛ فعملوا به في الأحاديث وفي الأحكام وفي غيرها؛ فأيضًا إذا قلنا بأنهما اثنان؛ فالاثنان أيضًا خبرهما خبر واحد.
سيدنا عمر مثلًا قبل خبر عبد الرحمن بن عوف وحده، في أخذ الجزية من المجوس؛ لمّا قالوا: ماذا نصنع معهم؟ عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((سُنوا بهم سنة أهل الكتاب)) وهذا الحديث قد رواه البخاري -رحمه الله- في كتاب الجزية باب الجزية والموادعة.
مثلًا: كان هو وجار له -عمر رضي الله عنه- يتناوبان جلوس مجلس علم النبي -صلى الله عليه وسلم- لئلا يفوتهم منه شيء وجاءه الأنصاري بخبر الواحد في ذلك اليوم وهو خبر واحد ...
عشرات الأدلة مع أبي بكر ... مع عمر ... كلهم قبلوا خبر الواحد ولم يتوقفوا أبدًا في قبوله؛ لا في العقائد ولا في الأحكام ولا في غيرها.
وبالله التوفيق. وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.