وله كتاب آخر في الاستشراق وغيره (الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم)، يقول -رحمه الله تعالى-: "ترى لو استعمل المسلمون معايير النقد العلمي التي يستعملها المستشرقون في نقد القرآن والسنة وتاريخنا، في نقد كتبهم المقدسة وعلومهم الموروثة، ماذا يبقى لهذه الكتب المقدسة والعلوم التاريخية عندهم من قوة؟ وماذا يكون فيها من ثبوت؟
نعم، سنخرج بنتيجة من الشَّكِّ وسوء الظن أكبر بكثيرٍ مما يخرج به المستشرقون بالنسبة إلى مصادر ديننا وحضارتنا وعظمائنا؛ فحضارتهم مهلهلة رَثَّة الثياب، ورجال هذه الحضارة من علماء وسياسيِّين وأدباء يبدون في صورة باهتة اللون، لا أثر فيها لكرامة ولا خلق ولا ضمير.
نعم، لو فعلنا ذلك -كما يفعلون- لرأوا كيف عاد هذا المنهج الذي زعموا أنهم يستخدمونه لمعرفة الحقيقة في ديننا وتاريخنا وَبَالًا عليهم، لعلهم يخجلون بعدئذٍ من استمرارهم في التحريف والتضليل والهدم".
هذا النقل فيه بعض التصرف لكن هذا خلاصة كلامه -رحمه الله تعالى-.
والشيخ الغزالي -رحمه الله تعالى- يقول:"الاستشراق كهانة جديدة تلبس مسوح العلم والرهبانية في البحث، وهي أبعد ما تكون عن بيئة العلم والتحرر، وجمهرة المستشرقين مستأجرون لإهانة الإسلام وتشويه محاسنه والافتراء عليه"، هذا كلام للشيخ -رحمه الله- في كتاب له اسمه (الدفاع عن العقيدة والشريعة) في ص٨، والدكتور محمد البهي -رحمه الله- في (الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي)، والدكتور محمود زقزوق في (الاستشراق)، وكتب كثيرة تُبيّن منهج الاستشراق.