والعصيان. كل ذلك أنبياء الله -يبارك وتعالى- معصومون منه بفضل الله -تبارك وتعالى-.
إذن الخوف من هذا -وأنا أيضًا سأفترض حسن النية عند من يثيرون هذه الشبهة- نقول لهم: اطمئنوا، لا سلطانَ للشياطين أبدًا على الأنبياء، فضلًا عن أن يكون هو نبي الله سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- مع ملاحظة أن الشياطين مهما كانت قدرتهم، والسحرة مهما كانت قدرتهم، كل ذلك لن يتمكنوا أبدًا من النيل من أحد إلا بإرادة الله -عز وجل-: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}(البقرة: ١٠٢) فإذا استعان أحد السحرة بالشياطين وتعرَّضُوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض الأذى من هذا، فهذا لا يدل أبدًا على تسلط الشياطين عليهم، أو أنهم يستطيعون أن يفعلوا معهم ما يفعلونه مع غيرهم من الخلق، كلا وحاشا، بل أنبياء الله -عز وجل- والنبي -صلى الله عليه وسلم- على رأسهم، معصوم من هذا.
أيضًا يقولون: قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- المعوذتين في دعاء ورقية يرقِي بها نفسَه من السحر الذي تعرض له، والآيتان أو السورتان نزلتا بمكة:
أولًا: نزولهما بمكة أو بالمدينة محل خلاف، لكن هَبْ أنهما نزلتا في مكة، ما المشكلة في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بهما ويرقي بهما نفسه وغيره. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا أنه كان يقرأ المعوذتين وسورة الإخلاص ويمسح بهما نفسه ثلاث مرات قبل أن ينام، وهذه من السنة التي نتبعها أو نقتدي بها بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزول السورتين في مكة أو في المدينة، لا يؤثِّر في صحة الرواية في شيء أبدًا، وحتى لو هناك بعض الروايات تقول: إن سورتي المعوذتين نزلتا بسبب ذلك، عند علماء القرآن أنه يجوز أن تتعدد أسباب نزول الآية، وأن تنزل الآية على