وأمور مشتبهة ومشبّهة مشكلة، أو يشبه بعضها بعضًا، يعني: المعنيان معًا. وتقول: شبّهت علي يا فلان، تقول هذه العبارة إذا خلّط عليك بين الأمر صواب أو خطأ، وما إلى ذلك.
هذه بعض المعاني التي دار حولها ابن منظور في (لسان العرب)، وكما قلت: اخترنا من بينها معنيين: المعنى التماثل والتشابه، ومعنى الالتباس والخلط.
في معجم (مقاييس اللغة) لابن فارس -رحمه الله تعالى- في نفس المادة يقول -رحمه الله:"الشين والباء والهاء" أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكله لونًا ووصفًا، يقال: شِبْهٌ وشَبَه وشَبِيه. هذه يماثله: معنى المماثلة يعني، والشبه من الجواهر هو الذي يشبه الذهب، والمشبّهات من الأمور: المشكلات، واشتبه الأمران إذا أشكلا.
إذن، نفس القضية يدور حولها ابن فارس: معنى التشابه بمعنى التماثل بمعنى الاختلاط أو الالتباس والإشكال.
في (المعجم الوسيط) في مادة شبه أيضًا يقول: شبَّه عليه الأمر أبهمه، حتى اشتبه بغيره، وشُبّه عليه الأمر لُبّس، وفي التنزيل العزيز في القرآن الكريم:{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}(النساء: ١٥٧)، وكأنه يشبه أو يفسّر {شُبِّهَ لَهُمْ}(النساء: ١٥٧) في الآية بمعنى اختلط عليهم وسنتعرض للآية بعد قليل. واشتبه عليه الأمر: اختلط، وفي المسألة: شكَّ في صحتها، يعني: اشتبه عليه الأمر: اختلط عليه الأمر، واشتبهت عليه المسألة أي: شك في صحتها، والشبهة الالتباس.
إذن، دارت مادة شبه في اللغة حول معنى المماثلة، هذا يشبه ذاك يعني يماثله في وجوه الشبه المختارة، وأيضًا فيها معنى الالتباس والاختلاط والإشكال في الفهم، أو ما شاكل ذلك.