والنبي -صلى الله عليه وسلم- حدثنا عمّا فضَّله الله تعالى به عن الأنبياء فقال:((فُضلت على الأنبياء بستٍّ))، وهي روايات كثيرة والخصال كثيرة، لكن محل الشاهد هنا ((وخُتم بي النبيون)) إذن هؤلاء الذين يقفون هذا الموقف من السنة دجَّالون وكذَّابون، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم يقفون موقف المعاندة، ليس من السنة فحسب، بل من الإسلام كله، وأيضًا وردت أقوال عن الصحابة وعن السلف الصالح بشكل عام، مرت بنا كلمة عمران بن حصين -رضي الله تعالى عنه-، عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال:"من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب" يعني: سيقول: لا نجد الرجم في كتاب ربنا، القرآن الكريم ثبت بالسنة، هناك أحاديث كثيرة في هذا.
وأيضًا أهل التفسير يقولون: إنه وُجد في القرآن حُكمًا، ونُسخ تلاوة، لكن سيكون رفض البعض مبنيًّا على أساس أنه لم يردْ في السنة، فهذا موقف من العداء للسنة، ولقد أمر القرآن الكريم بالعمل بالسنة، فالذي يرفض العمل بالسنة يرفض العمل بالقرآن، ومن هنا يأتيه الكفر.
يقول أيوب السختياني إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا، وحدثنا من القرآن؛ فاعلم أنه ضالّ مُضلّ". هذا كلام السلف قال الأوزاعي -رحمه الله تعالى- معلقًا على كلام أيوب: "قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولَ فَخُذُوهُ}(الحشر: ٧) وقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}(النساء: ٨٠) وهذا يؤوّل القرآن برأيه! يفهمه على هواه! يصرفه عن ظاهره بدون سند، ويزعم أننا نكتفي بالقرآن الكريم فقط دون السنة! ".
ابن حزم -رحمه الله تعالى- أيضًا يقول: "لو أن امرأً قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرًا بإجماع الأمة"، هذا كلام ابن حزم في (الإحكام) ج٢ ص٨٠، والنقول التي نقلناها عن أيوب والأوزاعي وغيرهما موجودة في (الكفاية) وفي غيرها من المصادر الإسلامية.