{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} وحتى الآية نصَّت على الرسول فقط هنا؛ للدلالة على أهمية المسألة، {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وفي سورة الأنفال:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(الأنفال: ١٣) سُلَّط على المعاندين العذاب، لماذا؟ لأنهم شاقوا الله ورسوله، {وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وآية النساء التي ذكرناها:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} شدَّة العقاب التي أشار الله إليها في سورة الأنفال وردت في آيات كثيرة، ومنها سورة النساء التي ذكرناها، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
أيضًا في سورة التوبة من الآيات التي حذَّرت من مخالفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبيَّنت مغبَّة ذلك قول الله -تبارك وتعالى:{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ}(التوبة: ٦٣) ذلك الخزي العظيم المتركز في محاددة الله -تبارك وتعالى- ومحاددة رسوله -صلى الله عليه وسلم- {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} شديد عقابه، خزي عظيم في الدنيا والآخرة يتسلط عليه؛ لمعاندته ومشاققته ومحاددته لمنهج الله -تبارك وتعالى-، ومنهج رسوله -صلى الله عليه وسلم.
في سورة النور:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(النور: ٦٣) يصيبهم بلاء، فتنة، ضلال، أو عذاب أليم، حين تُخالف أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وتصدر عن هدي غير هديه، وتطبّق منهجًا غير منهجه؛