للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن الملك الذي جاء على هيئة رجل يحمل أمنا عائشة في سرقة من حرير، يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هذه امرأتك. فأكشفها فإذا هي أنت. وكلمة النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن يكن هذا من عند الله يمضه)) هي كلمة فيها تواضع، أو فيها تفويض الأمر لله تعالى، وإلا فإنها من عند الله. وقد أمضاه الله تعالى، وأصبحت أمنا عائشة من أزواجه -صلى الله عليه وسلم-، وأصبحت واحدة من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن جميعًا-.

أما أحواله قبل البعثة: فنحن عندنا أدلة كثيرة، ومنها: حديث أبي سفيان -رضي الله عنه- وهو في كتاب بدأ الوحي عند البخاري، حينما ذهبت رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل، وسأل أبا سفيان عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، سأله عن أحوال كثيرة قبل البعثة، هل هو فيكم ذو نسب؟ هل كان من آبائه من ملك؟ هل كان يكذب؟ وأجاب أبو سفيان عن أسئلة تتعلق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته، وهرقل سأل أسئلة أخرى عن أحواله بعد البعثة، وعن مضموم رسالته ... الخ. لكن محل الشاهد: الأسئلة التي سألها عن أحواله قبل البعثة، ومنها: هل هو فيكم ذو نسب؟ قال أبو سفيان: نعم، هو فينا ذو نسب. قال: وكذلك الأنبياء يبعثون في شرف أقوامهم. هل من آبائه ملك؟ قال: ليس من آبائه ملك. قال: لو كان من آبائه ملك لقلت: ربما أنه يقصد من هذه الدعوى أن يعيد ملك آبائه. هل كان يكذب؟ قال أبو سفيان: لا، لم يكن يكذب ... الخ. فهنا استنتج هرقل في نهاية الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- صادق مأمون في كل ما أخبر به عن الله تعالى.

وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <   >  >>