للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٢٧٢، وحسنه الألباني من حديث حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه: «سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ (١)، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ».

ويحتجون: بأن النساء كن يصلين في عهده صلى الله عليه وسلم مع الرجال في مسجد واحد، ولم يكن هناك ما يفصل الرجال عن النساء؟

رد: نعم صحيح، ولكن المصطفى عليه الصلاة والسلام قد عمل ما يمنع هذا الاختلاط المزعوم، فكانت النساء يصلين خلف الرجال، وحثهن على التأخر في صفوف الصلاة، حتى لا يكون الاختلاط بينهن وبين الرجال.

روى أبو داود في سننه: ٨٧٦، وصححه الألباني من حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ».

وقد قال عليه الصلاة والسلام: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» رواه مسلم: ٦٦٤.

كما أنه كان للنساء باب خاص يدخلن ويخرجن منه، روى الطيالسي في مسنده: ١٩٢٩، من حديث ابن عمر:» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء، وقال: لا


(١) تحققن الطريق: تمشين في وسطها، عون المعبود: ١٤/ ١٢٧.

<<  <   >  >>