والأدب، بعضه ممتزج بغيره من تاريخ أعلام الدول المغربية والمشرقية، وبعضه مدون في مؤلفات الجزائريين أنفسهم أو فيما ألفه غيرهم من كتب عن تاريخ هذا القطر وأدبه وغير ذلك.
ويرجع تاريخ اهتمامي بموضوع هؤلاء الأعلام إلى سنة ١٩٦٢ حين انتدبت للعمل في الجزائر في أول حكومة وطنية قامت بعد الاستقلال. فأذعت من دار الإذاعة الجزائرية عدة أحاديث عن تاريخ قدامى أدباء الجزائر ومشاهير رجالاتها، ربما كانت يومئذ موفقة بعض التوفيق، غير أنها مهدت الطريق أمامي لوضع كتاب يتناول كل الأعلام الذين دونت اسماؤهم في كتب التاريخ والسير والتراجم والأدب والفقه وغيرها. ومع أن هذا العبء لا ينهض به الفرد، غير أني بدأت منذ ذلك التاريخ بجمع شتات ما تفرق في بطون الكتب، مضيفا إليه ما اجتمع إلي من ثمرات مطالعاتي، متوسعا في ذلك حسبما أمكنني أن أتحصله عليه من مختلف الوثائق والمعلومات والرسائل، فجاء هذا الكتاب الذي أسميت "معجم أعلام الجزائر" والذي يمكن قارىء العربية من أن يطلع بإيجاز على تراجم هؤلاء الأعلام منذ صدر الإسلام حتى يوم الناس هذا.
وإذا كنت قد أثبت في هذا المعجم، معظم تراجم المتقدمين والمتأخرين، فقد غابت عني ولا ريب أسماء أعلام آخرين، فجهد البحث والاستقراء طويلا وهذا الميدان يقصر عن اقتحامه جهد فرد مهما كانت معارفه التاريخية، وأمانته العلمية واطلاعه الغزير الوافر، وبخاصة أن جهد البحث عن وسائل العيش في يومنا هذا أطول وأشد قسوة، وإنني لأبتهل إلى الله، أن يوفقني لإكمال هذه المسيرة فأتدارك هذا النقص. فمع مضي الأيام وتتابع البحت، ومزيد من التحقيق، يمكن سد هذه الثغرة على قدر المستطاع وبما أرجوه لهذا العمل من الكمال.
يحوي هذا المعجم على تراجم معظم المؤلفين والكتاب والأدباء والشعراء والفقهاء والقضاة ..
وعلى هذا، فإن ما فاتنا تسجيله من تراجم، فسيكون لها "مستدرك" نعمل على إخراجه، إن أمد الله في العمر، نضيف إليه تراجم الولاة والقادة والأمراء والأعيان الذين لعبوا دورا مهما في سياسة الجزائر عبر العصور.