للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ دَاوُد: أَيْن أجدك إلهي إِذا طلبتك؟ قَالَ: عِنْد المنكسرة قُلُوبهم من مخافتي.

وَقَالَ أبوعلي الرُّوذَبَارِي رَحمَه الله: إِن الله - تَعَالَى - وضع لِعِبَادِهِ ثَلَاث شبكات: شبكة الْعَفو للمذنبين، وَطرح حواليها حبوب التَّوْبَة، فَإِذا تَابَ العَبْد وَنَدم جرته شبكة الْعَفو إِلَى مغفرته ورضوانه، وَوضع شبكة الْبشَارَة لِلنَّبِيِّينَ، وَطرح حواليها حبوب الطَّاعَة، فَإِذا أطَاع العَبْد ربه، جرته شبكة الْبشَارَة إِلَى التَّوْفِيق والاعتصام والانقطاع عَمَّا سواهُ، وَوضع شبكة بره للعارفين، وَطرح حواليها حبوب الْمحبَّة، فَإِذا طلب الْمُحب مرضاة حَبِيبه، جرته شبكة بره إِلَى أياديه الْقَدِيمَة، وَإِلَى بره الأزلي.

ويروى أَن رجلا أَتَى النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قد بَارك الله لهَذِهِ الْأمة، فخصني بخصلة خير فَقَالَ: " عَلَيْك بِالصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَة، فَإِن فِيهَا النجَاة، وَإِن علمت أَن فِيهَا الهلكة، وَعَلَيْك بِطَلَب الْعلم، فَإِنَّهُ شرف لَك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَإِذا أردْت أمرا فَتدبر عاقبته، فَإِن كَانَ رشدا فأمضه، وَإِن كَانَ غيا فَأمْسك نَفسك عَنهُ ".

قيل لوَاحِد من الْحُكَمَاء: لماذا لَا تتعلم الْفِقْه وَالْعلم؟ فَقَالَ: تعلمت ثَلَاث مسَائِل من كتب الْفِقْه: من كتاب النِّكَاح: أَن الْجمع بَين الْأُخْتَيْنِ حرَام بِالنَّصِّ، فَقلت: الدُّنْيَا أُخْت الْآخِرَة فَلَا أجمع بَينهمَا.

<<  <   >  >>