" كتب مُعَاوِيَة إِلَى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهُمَا: أَن عظيني عظة مختصرة، فَكتبت إِلَيْهِ، فَقَالَت: سَمِعت رَسُول الله -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- يَقُول: " من طلب رضَا الله بسخط النَّاس رَضِي الله عَنهُ وأرضى عَنهُ النَّاس، وَمن طلب رضَا النَّاس بسخط الله سخط الله عَلَيْهِ وأسخط الْخلق عَلَيْهِ، مثل: أَلا يَأْمُرهُم بِالطَّاعَةِ، وَلَا يعلمهُمْ أُمُور دينهم، ويطعمهم الْحَرَام، وَيمْنَع الْأَجِير أجرته، وَالْمَرْأَة مهرهَا، أَسخط الله عَلَيْهِ النَّاس ".
وَالرَّابِع مِنْهَا: أَنه قَالَ: {فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ} (ص: ٢٦) أَشَارَ بذلك إِلَى أَنه يَنْبَغِي أَن يحكم الْملك بَين الرّعية بِنَفسِهِ، وَلَا يعْتَمد على حكم غَيره، لِأَن الله تَعَالَى وضع فِي قلب الْأُمَرَاء والوزراء شَفَقَة الرّعية، كَمَا وضع فِي قلب الْوَالِدين شَفَقَة الْأَوْلَاد، لِأَن كَمَال الرَّحْمَة فِي خَمْسَة أَشْيَاء:
الأول: رَحْمَة الله تَعَالَى على عباده.
وَالثَّانِي: رَحْمَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على أمته.
وَالثَّالِث: رَحْمَة الْمُلُوك والأمراء على رَعيته.
وَالرَّابِع: رَحْمَة الْوَالِد على أَوْلَاده.
وَالْخَامِس: رَحْمَة الشَّيْخ على تلاميذه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute