الشيخ: نقول بارك الله لهم في نيتهم لكن أخطأوا المنهج الآن لو وضعت يدك على عينك تشوف نصف الناس وهؤلاء نظروا إلى النصوص من جانب وتركوها من جانب آخر فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طبقات أي إذا نهيت عن منكر فلا يخلو من أحوال إما أن ينتقل الناس إلى منكر أعظم فهذا بالإجماع أنه لا يجوز يجب السكوت عن المنكر هذا دفعاً لما هو أنكر منه وأعظم منه وهذا بنص كتاب الله (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) مع أن سب آلهة المشركين واجب أو على الأقل مطلوب وإذا كان سبهم يقتضي سب إلهنا عز وجل المنزه عن كل عيب ونقص فإنه يحرم لأنه يترتب على سب آلهتهم سب الله وهو أعظم ولو أنك نهيت إنساناً عن شرب الدخان وشرب الدخان محرم لكن تعلم إذا قلت يا فلان اتق الله واترك الدخان قال والله صحيح أن الدخان مؤذٍ ومضر وليس فيه لذة فذهب وجاء بجرة خمر وشرب منها لأنك نهيته عن هذا فقال هذا أهون هل يجوز هذا وإلا ما يجوز؟ لا يجوز ولهذا انظر إلى فقه العلماء هذا شيخ الإسلام رحمه الله مر بقوم من التتر يشربون الخمر وربما يلعبون القمار ومعه صاحب له فقال ليش ما نهيتهم؟ قال هؤلاء لو نهيناهم لذهبوا يقتلون الناس ويقعون في أعراضهم وتلهيهم بما هم عليه من المنكر أهون من كونهم يذهبون إلى هذا.