ولهذا لو تراجع كلام ابن القيم رحمه الله في أعلام الموقعين يكون جيدا فالمنكر إذا كان يزول إلى ماهو أنكر منه فإنه لا يجوز إنكاره درءاً لأعلى المفسدتين بأدناهما، ونحن لا نقول: لا تنكروا المنكر لكن لا تهاجموا ولاة الأمور لأن هذا ما ينفع فولاة الأمور ما ينفع فيهم المهاجم لأن الشيطان يدخل في مخيلتهم أشياء قد لا تكون طرأت على بالك أو أنها طرأت على بالك لأن بعض الذين ينكرون المنكر والله أعلم بالنيات قد يكون مقصودهم أن يتولوا السلطة ما ندري؟ الله أعلم نبرأ إلى الله من هذا الشيء لكن أنكر المنكر مثلاً البنوك حرام فهل مثلا من العقل أن تهاجم الدولة ليش تسمح لها وهي حرام؟ أو من العقل أن تقول للناس يا أيها الناس احذروا هذه البنوك يحرم عليكم أن تودعوا فيها، لا تعاملوها، اهجروها، قاطعوها أيهما أنفع للمجتمع؟ الثاني أنفع للمجتمع والأغاني مثلا في الإذاعات وغير الإذاعات موجودة هل مثلاً من الحكمة أن تهاجم وزارة الإعلام تقول فَعَلت وتركت وما أشبه ذلك أم أن تقول يا أيها الناس احذروا هذه المعازف فإنها حرام ولا يغرنكم انتهاك الناس لها ولا كثرة استعمالها ولا كثرة بثها في الإذاعات فإن هذا لا يوجب تحليل ما حرم الله وتحذرهم وتبين الأدلة الدالة على المنع أيها أنفع للناس؟ لا شك أنه الثاني وأنا لست أقول في هذا اسكتوا عن الجهات المسؤولة لكن ناصحوها إما بطريق مباشر أو غير مباشر فإن حصل الهُدى فهو للجميع وإن لم يحصل فأنت سلمت وبرئت ذمتك هذا الذي نقوله ومن زعم أننا نريد بذلك أن يبقى المنكر منكراً ويسكت عنه هذا ليس بصحيح، بعض السلف الذين يدندن حولهم الناس يقول لي بعضهم أن هذا الرجل الذي يدنون حوله إنه إمام في العقيدة الأشعرية حتى وصف لي بعضهم بأنه أشعري جلد ولم نر أحداً تكلم على عقيدته وقال هذا أشعري أبدا لكن لأنه قال كلمة ربما أنها تكون في صالح بعض الدعاة صار يدندن حولها ثم نقول: السلف لهم اجتهادات لا في