للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه اللغة في نظره مغلقة خاضعة للرمز الديني (١)، وبالتالي يجب تجاوزها لأنها لم تعد تعبر عن متطلبات العصر، نظرا لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التي نريد التخلص منها. ولأنها أصبحت لغة عاجزة عن أداء مهمتها في التعبير والإيصال (٢)، واستعمال لغة أخرى أكثر عقلانية وانفتاحا وإنسانية مثل الإنسان والعقل والنظر والعمل والفضيلة (٣).

لا يكتفي حسن حنفي بتجاوز المفاهيم والمضامين، وإنما يريد تجاوز المصطلحات كذلك، لأنها حجر عثرة أمام مشروعه التجديفي عفوا التجديدي.

وشرح لنا في كتابه من العقيدة إلى الثورة مشروعه التجديدي هذا. فذكر أن علم الكلام أو علم أصول الدين سيتحول إلى علم جديد اسمه: الإنسان والتاريخ.

وبدل الإلهيات: الإنسان.

وبدل السمعيات: التاريخ.

وبدل الذات: الوعي الخالص.

وبدل الصفات: الوعي المتعين أو الشخصية الإنسانية.

وبدل خلق الأفعال: الحرية.

وبدل النبوة: تطور الوحي.

وبدل المعاد: مستقبل الاإنسانية.

وبدل الأسماء والأحكام: النظر والعمل.

وبدل الإمامة: الحكم والثورة (٤).

وهكذا نكون قد جددنا كل القديم، وليس الأمر مقتصرا على تغيير مصطلحات، بل تغيير مضامين ومفاهيم، فعوض الحديث عن المعاد والآخرة، في مشروع «التراث والتجديد» سنتحدث عن المستقبل البشري، وعوض الحديث عن الله وأسمائه وصفاته، سنتحدث عن الإنسان ووعيه.


(١) نفس المرجع (١٥٧).
(٢) نفس المرجع (١١٠).
(٣) نفس المرجع (١٥٧).
(٤) من العقيدة إلى الثورة، المجلدات الخمسة، ونقد الخطاب الديني (١٦٤ - ١٦٥).

<<  <   >  >>