للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعوض الحديث عن النبوة سنتحدث عن تطور الوحي، أي: دراسة تاريخية مقارنة لتطور الوحي عبر العصور.

بل الأكثر من هذا حوَّل حسن حنفي الوحي إلى الطبيعة والميتافيزيقي إلى الفيزيقي، وكل إنجاز بشري في مجال معرفة الطبيعة والواقع إضافة للوحي واستمرار له، بل قال أبو زيد: وفي هذا الفهم لا يكون الوحي مجرد واقعة حدثت في الماضي عدة مرات ثم توقفت، تاركا شأن البشرية سدى، بل الوحي اسم يطلق على النشاط الذهني للإنسان في كل زمان ومكان (١).

ومع أن هذا المشروع يهدف إلى زعزعة العقائد الإسلامية وطحنها وعجنها في صورة مناقضة لها، فهو في نظر مَنْ حكمتْ محكمةُ القاهرة بردته نصر حامد أبي زيد عمل ناقص، بل يريد هو اجتثاث هذه العقائد من الأصل.

فمشروع حسن حنفي في نظره مجرد طلاء، ومشروع تلفيقي وتلويني (٢)، أقرب إلى الإخفاق منه إلى النجاح (٣)، وأنه تحويل تجديد التراث إلى تجاور بين القديم والجديد (٤).

وهذا طبعا لا يرضي أبا زيد، إنه يريد الجديد فقط، وأما القديم فالمكنسة له بالمرصاد.

وأبو زيد وإن انتقص عمل صديقه ورفيق دربه حسن حنفي إلا أنه قال عنه: إنها محاولة مشروعة لتحويل اللاهوت إلى انتروبولوجيا والإلهيات إلى إنسانيات (٥).

وزاد أبو زيد في إطار إظهار إيجابيات مشروع حسن حنفي أن


(١) نقد الخطاب الديني (١٨٨).
(٢) نفس المرجع (١٥٨ - ١٥٩ - ١٦٣).
(٣) نفس المرجع (١٨٣).
(٤) نفس المرجع (١٨٣).
(٥) نفس المرجع (١٨٤).

<<  <   >  >>