للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقائد الإسلامية مجرد تصورات ذهنية، أكثر من كونها عقائد دالة على وجود مفارق، وأن الله ليس ذاتا موجودة مفارقة للوعي الإنساني، بل هو مبدأ معرفي خالص (١).

أي: العقائد الإسلامية تصور ذهني لا أقل ولا أكثر.

فالله والجنة والنار والمعاد والحساب والعقاب وغيرها تصورات يتصورها الذهن لا أنها موجودة في نفس الأمر.

وعوض مشروع حسن حنفي التلفيقي كما يقول نصر أبو زيد فله مقاربة أخرى لتجاوز التراث نحو التجديد:

فدلالات النصوص عند أبي زيد ثلاثة:

١ - شواهد تاريخية لا تقبل التأويل المجازي أو غيره.

٢ - دلالات قابلة للتأويل المجازي.

٣ - دلالات قابلة للاتساع على أساس المغزى (٢).

فالنصوص عنده إما تاريخية تجاوزها الزمن، وإما مجاز، وإما مغزى.

فنصوص الحجاب مغزى للعفة، والعفة متغيرة حسب الزمان والمكان، وقد يكون من العفة لبس (الشورت) للمرأة في الرياضة في هذا الزمان.

وضرب لنا أبو زيد أمثلة عديدة لهذه الدلالات فذكر من النصوص ذات دلالة تاريخية التي يجب تحويلها إلى متحف التاريخ ولم يعد لها معنى في زمان أبي زيد: ملك اليمين (٢١٥) والجزية والموقف من الكفار (٢١٦) ونصوص السحر والحسد والجن والشياطين (٢١٨).

فكل هذه المفاهيم كانت مناسبة لبيئة بدوية تقليدية، وبعبارة سَيِّدِه سوسير:


(١) نقد الخطاب الديني (١
(٢) نفس المرجع (٢١٤ - ٢١٥).

<<  <   >  >>