ونص (٢٥٠ - ٢٥١) أن القيم الإنسانية حققت للبشرية السعادة التي لم تحققها لها الأديان.
وهذا ازدراء للأديان وطعن فيها وكفر بالله العظيم.
وأنكر على من يتحدث عن القيم والأخلاق وقال: بينما لديه زنى شرعي بألوان زواج لا تشكل أسرة، ولديه اغتصاب شرعي لركوب ملك اليمين والإماء والزوجة الطفلة (١)، ولديه الجنة وإن زنا وإن سرق، وله ارتكاب كل المعاصي بشرط غسلها بالحج أو بالتوبة أو باحتمال بعض العذاب الأخروي الذي سيدخل بعده الجنة حتما، فقط لأنه شهد للإله بأنه الإله وأن محمدا نبيه ورسوله، وهو كله ما لا علاقة له بقيم أو بأخلاق (٣٩).
ولا أدري ما دخل القمني في القيم الإسلامية؟ وبنو جلدته العلمانيون تجاوزوا هذا الخطاب البدائي المرتكز على التراث، إن العلمانية التي ينادي بها أسيادك تعني القطيعة التامة مع القيم والأخلاق الإسلامية قطعا باتا نهائيا، فدعنا وديننا وقيمنا، وإنه بإمكانك الحديث مثلا عن أصناف العاهرات وأشكال الخنا واللواط وأصناف الشقروات المليحات، وكيف السبيل إليهن، وأنواع الخمور الجيدة.
وعوض حديثك عن ركوب ملك اليمين في الإسلام لك أن تتحفنا بالحديث عن ركوب الشواذ والأطفال، لأن علمانيتك تبارك هذا وتدافع عنه، بل وركوب المحارم ما داموا موافقين، وتبادل الزوجات، وعلمانيتك تبارك كل هذا.
وأما قوله عن ارتكاب العبد للمعاصي ما دام سيغسله بالحج، مما يؤكد أن الرجل في حاجة لمن يرحمه لينقله إلى جناح العناية المركزة في مستشفى الأمراض العقلية.
ومع أنني لست في حاجة إلى تبيين المبين، ولكني أذكر بأن القاعدة الإسلامية
(١) يَعتبِرُ الزواج بملك اليمين اغتصابا، لأن العلمانية لا ترضى عنه، وكذا الزواج بالبالغة شرعا إذا لم تبلغ السن القانوني يعتبره اغتصابا.