تقول: إن العبد إذا ابتلي بذنوب ومعاصي لا يرضاها الشرع، بل ينهى عنها ويحرمها، فحج بعدها فإن الله لسعة رحمته ورفقه بعباده العصاة يكفر عنهم سيئاتهم ويغفر لهم. وهذا منطق مفهوم عند كل من له عقل مستقيم يفهم الخطاب العربي. لكن من أَلِف القمامة سيقرأ هذا قراءة معكوسة تناسب منطقه القمامي.
وسخر القمني من سنة الأضحية والرجم وتقبيل الحجر والطواف بالكعبة فقال: فإن طقس الذبح في الحج هو قربان للإله، بينما هو في نظر القيم الإنسانية إهدار بلا ثمن لثروة حيوانية هائلة، وعملية وحشية بلا معنى، تجز ملايين الخراف دون أيّ عائد سوى تركها لتتعفن، وظل أمرها طويلا محل أخذ ورد حتى أمكن التصريح بتعليبها وتصنيعها.
ناهيك عن رجم إبليس الحجري وتقبيل حجر نيزكي وتقديسه والطواف حول بناء حجري، كلها طقوس دينية يقبلها المؤمن ويسلم ويطيع، لا مجال فيها لمناقشة أو حوار، لذلك يجب ترك الدين دينا، وعدم خلطه بغيره يصيب العقل بالاضطراب ويصيب الواقع بالكوارث، ويصيب الدين بما لا نحب ولا نشتهي (١).
يعني أن هذه الطقوس لا يقبلها عقل ولا علم، فلهذا يجب ترك الدين دينا كما قال لخرافيته وبعده عن كل منطق.
واستهزأ بقصة ابني آدم التي ذكرها الله في القرآن، ومما قال: قابيل عندما رفض الرب خضرواته التي قدمها له قربانا، واستطاب اللحم قربان أخيه هابيل، لم يحاول أن يسأل نفسه عن سبب رفض الرب لقربانه، ولم يحاول أن يطرح على نفسه وسائل أخرى قد يقبلها الرب فيجرب ويحاول مرة تلو أخرى حتى يحقق