بن دينار القريشى العدوى المدنى، مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. سمع ابن عمر، وأنسًا، وجماعات من التابعين. روى عنه ابنه عبد الرحمن، ويحيى الأنصارى، وسهيل، وربيعة الرأى، وموسى بن عقبة، وهؤلاء تابعيون، وخلائق غيرهم، واتفقوا على توثيقه. توفى سنة سبع وعشرين ومائة.
٢٩٥ - عبد الله بن رواحة الصحابى، رضى الله عنه (١) :
مذكور فى شهادات المختصر وغيره، وفى الوسيط فى الجمعة. هو أبو محمد، وقيل: أبو رواحة، وقيل: أبو عمرو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس الأكبر بن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصارى الحارثى المدنى.
شهد العقبة، وكان ليلتئذ نقيب بنى الحارث بن الخزرج، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا الفتح وما بعدها، فإنه كان توفى قبلها يوم مؤتة، وهو أحد الأمراء فى غزوة مؤتة، وهو خال النعمان بن بشير، وكان أول خارج إلى الغزوات وآخر قادم. وكان أحد الشعراء المحسنين الذين يردون الأذى عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والإسلام والمسلمين.
وعن الزبير بن العوام، رضى الله عنه، قال: ما رأيت أحدًا أجرأ ولا أشرع شعرًا من ابن رواحة. وعن أبى الدرداء قال: أعوذ بالله أن يأتى يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة، كان إذا لقينى يقول: يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة، فنجلس فنذكر الله ما شاء الله، ثم يقول: يا عويمر، هذا الإيمان، وهو الذى سجع المسلمين فى غزوة مؤتة على لقاء الكفار، وكان المسلمون ثلاثة آلاف والكفار مائتى ألف، وقيل غير ذلك. ومناقبه كثيرة مشهورة.
وفى صحيحى البخارى ومسلم، عن أبى الدرداء، قال: خرجنا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى شهر رمضان فى حر شديد، حتى أن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعبد الله بن رواحة. استشهد عبد الله بن رواحة فى غزوة مؤتة فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ولم يعقب، رضى الله عنه.
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/٥٢٥ - ٦١٢) والجرح والتعديل (٥/٢٣٠) والاستيعاب (٣/٨٩٨) وأسد الغابة (٣/١٥٦) وسير أعلام النبلاء (١/٢٣٠) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٥/٢١٢) والإصابة (٢/٤٦٧٦) . تقريب التهذيب (٣٣١٨) ، وقال: “أحد السابقين شهد بدر واستشهد بمؤتة”.