بكسر الزاى، الشاعر المشهور الصحابى. هو عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدى ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القريشى السهمى الساعدى الشاعر. كان من أشد الناس على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه بلسانه ونفسه قبل إسلامه، ثم أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه، واعتذر عن زلاته حين أتى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
٢٩٧ - عبد الله بن الزبير بن العوام، رضى الله عنهما (١) :
هو أبو بكر، ويقال: أبو خبيب، بضم الخاء المعجمة، ويقال: أبو بكير القريشى الأسدى المكى المدنى الصحابى ابن الصحابى، وأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق، رضى الله عنهما، وأبوه الزبير أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وحوارى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأمه بنت أبى بكر، وجدته لأبيه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورضى عنها، أسلمت وهاجرت كما ذكرناه فى ترجمة ابنها الزبير، وعمة أبيه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وخالته عائشة أم المؤمنين.
وهو أول مولود ولد للمهاجرين إلى المدينة بعد الهجرة، وفرح المسلمون بولادته فرحًا شديدًا؛ لأن اليهود كانوا يقولون: قد سحرناهم فلا يولد لهم، فأكذبهم الله تعالى فحنكه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بتمرة لاكها، فكان ريق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أول شىء نزل فى جوفه، وسماه عبد الله، وكناه أبا بكر بكنية جده أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، وسماه باسمه، قاله ابن عبد البر. وولد بعد عشرين شهرًا من الهجرة، وقيل: فى السنة الأولى، وكان صوامًا، قوامًا، طويل الصلاة، وصولاً للرحم، عظيم الشجاعة.
ومن مجاهدته فى العبادة المنقولة عنه أنه قسم الدهر ثلاث ليال، ليلة يصلى قائمًا حتى الصباح، وليلة راكعًا حتى الصباح، وليلة ساجدًا حتى الصباح. وغزا عبد الله بن الزبير إفريقية مع عبد الله بن سعد بن أبى سرح، فأتاهم ملك إفريقية فى مائة ألف وعشرين ألفًا، وكان المسلمون عشرين ألفًا، فسقط فى أيديهم، فنظر ابن الزبير ملكهم قد خرج من عسكره، فأخذ ابن الزبير جماعة فقصده فقتله، ثم كان الفتح على يديه.
ولما مات يزيد بن معاوية منتصف شهر ربيع الأول
(١) والتاريخ الكبير للبخارى (٥/٩) والجرح والتعديل (٥/٢٦١) والاستيعاب (٣/٣٠٥) وأسد الغابة (٣/١٦١) وسير أعلام النبلاء (٣/٣٦٣) وتاريخ الإسلام (٣/١٦٧) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٥/٢٦٣) والإصابة (٢/٤٦٨٢) . وتقريب التهذيب (٣٣١٩) ، وقال: “كان أول مولود في الإسلام بالمدينة من المهاجرين وولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ع”.