الكثير من أبى بكر الإسماعيلى، والحسن بن سفيان النسوى، وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره. توفى فى خامس شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ومن غرائبه أنه قال: إذا كرر المصلى الفاتحة مرتين بطلت صلاته، حكاه عنه إمام الحرمين فى فصل القراءة من صفة الصلاة، وهو خلاف نص الشافعى والأصحاب. ونقل صاحب العدة أن ابن خيران، وأبا يحيى البلخى، قال: تبطل. قال: وحكاه الشيخ أبو حامد عن القديم.
ومن غرائبه أنه قال: الحجامة تفطر الصائم وتفطر الحاجم والمحجوم، وادعى أنه مذهب الشافعى لصحة الحديث، وكان يحلف أنه مذهب الشافعى، وغلطه الأصحاب؛ لأن الشافعى وقف على الحديث، وقال: هو منسوخ، ومن أصحابنا من تأوله.
ومن غرائبه أيضًا أنه جَوَّز الصلاة على قبر نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فرادى. حكاه عنه فى المهذب، وقد ذكرته فى الروضة، وأنه قال: يستحب القنوت فى الوتر فى جميع رمضان، ووافقه على القنوت ثلاثة من أئمة أصحابنا، منهم أبو عبد الله الزبيرى، وأبو الفضل بن عبدان، وأبو منصور بن مهران.
* * *
[حرف الياء]
٨٨٣ - أبو يحيى البلخى:
تكرر ذكره فى المهذب، والوسيط، والروضة، وهو من كبار أصحابنا أصحاب الوجوه. قال ابن باطش: ذكره أبو حفص عمر بن على المطوعى فى كتاب المهذب فى ذكر أئمة المهذب، فقال: أبو يحيى البلخى، أصله من بلخ، أحد من فارق وطنه لأجل الدين، وقطع نفسه لضالة العلم، ومسح عرض الأرض، وسافر إلى أقاصى الدنيا فى طلب الفقه، حتى بلغ فى ذلك الغاية، وكان حسن البيان فى النظر، مرهف عرب اللسان فى الجدل، ومصداق ذلك فى دلائله التى نصبها لاختياراته وبراهينه التى كشف فيها عن وجوه تخريجاته.
قلت: ومن غرائبه أنه جَوَّز للقاضى إذا أراد نكاح من لا ولى لها أن يتولى طرفى