للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فى آخرته من سهيل بن عمرو، حتى شحب لونه وتغير، وكان كثير البكاء، رقيقًا عند قراءة القرآن، كان يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن ويبكى، حتى خرج معاذ من مكة، فقيل له: تختلف إلى هذا الخزرجى، لو كان اختلافك إلى رجل من قومك؟! فقال: هذا الذى صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق لعمرى اختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله بالإسلام قومًا كانوا فى الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإنى لأذكر ما قسم الله لى فى تقدم أهل بيتى من الرجال والنساء فأسر به وأحمد الله عليه، وأرجو أن يكون الله نفعنى بدعائهم أن لا أكون مت على ما مات عليه ينظرانى، فقد شهدت مواطن أنا فيها معاند للحق.

ولما توفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبلغ خبره مكة، ارتجت مكة لما رأت من ارتداد العرب، فقام سهيل بن عمرو خطيبًا، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر، فى خطبة طويلة.

وخرج بأهل بيته إلى الشام مجاهدًا، فاستشهد باليرموك، وقيل: بمرج الصفر، وقيل: توفى فى طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة على أحد الأقوال فى تاريخها، وهو والد أبى جندل، رضى الله عنهما.

* * *

[باب سويد وسيف]

٢٤١ - سويد بن غفلة التابعي (١) :

مذكور فى المهذب فى صدقة الإبل، وغفلة بغين معجمة، وفاء مفتوحتين، وهو أبو أمية سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن حرث بن مالك بن أدد بن جعفى ابن صعب بن سعد العشيرة الجعفى الكوفى التابعى المخضرم، بفتح الراء، أدرك الجاهلية كبيرًا، وأسلم فى حياة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يره، وأدى صدقته إلى مصدق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم قصد المدينة، فوصلها فى يوم دفن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحديث إتيان مصدق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليه فى سنن أبى داود وغيره.

وحضر


(١) طبقات ابن سعد (٦/٦٨) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٤/٢٢٥٥) ، والجرح والتعديل (٤/١٠٠١) ، والاستيعاب (٢/٦٧٩) ، وأسد الغابة (٢/٣٧٩) ، وسير أعلام النبلاء (٤/٦٩) ، وتذكرة الحفاظ (١/٥٣) ، والكاشف (١/٢٢١٨) ، وتاريخ الإسلام (٣/٢٥٢) ، والإصابة (٢/٣٦٠٦، ٣٧٢٠) . تقريب التهذيب (٢٦٩٥) وقال: "مخضرم من الثانية من كبار التابعين قدم المدينة يوم دفن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان مسلما في حياته ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمانين وله مائة وثلاثون سنة ع"..

<<  <  ج: ص:  >  >>