فصل فى حجه وعمرته وغزواته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ثبت فى الصحيحين أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعتمر أربع عُمَر بعد الهجرة، ولم يحج إلا حجة الوداع التى ودَّع الناس فيها سنة عشر من الهجرة، وغزا بنفسه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسًا وعشرين غزوة، هذا هو المشهور، وهو قول موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبى معشر، وغيرهم من أئمة السير والمغازى، وقيل: سبعًا وعشرين، ونقل أبو عبد الله محمد بن سعد فى الطبقات الاتفاق على أن غزواته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنفسه سبع وعشرون غزوة، وسراياه ست وخمسون، وعدَّها واحدة واحدة مرتبة على حسب وقوعها.
قالوا: ولم يقاتل إلا فى تسع: بدر، وأُحُد، والخندق، وبنى قريظة، وبنى المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، وهذا على قول من قال: فتحت مكة عنوة، وقيل: قاتل بوادى القرى، وفى الغابة، وبنى النضير، والله أعلم.
فصل فى أخلاقه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
كان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، وكان أحسن الناس خَلقًا وخُلُقًا، وألينهم كفًا، وأطيبهم ريحًا، وأكملهم حجًا، وأحسنهم عشرة، وأعلمهم بالله، وأشدهم لله خشية، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتقم لها، وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل، فحينئذ يغضب ولا يقوم لغضبه شىء حتى ينتصر للحق، وإذا غضب أعرض وأشاح، وكان خُلقه القرآن، وكان أكثر الناس تواضعًا، يقضى حاجة أهله، ويخفض جناحه للضعفة، وما سُئل شيئًا قط فقال: لا، وكان أحلم الناس، وكان أشد الناس حياء من العذراء فى خدرها، والقريب والبعيد والقوى والضعيف عنده