قد سبق فى ترجمة آدم أن إبراهيم إسم أعجمى، وفيه لغات أشهرها إبراهيم، والثانية إبراهام، وقرىء بهما فى السبع، والثالثة والرابعة والخامسة إبراهم، بكسر الهاء وفتحها وضمها، حكاهن الإمام أبو حفص عمر بن خلف بن مكى الصقلى النحوى اللغوى فى كتابه تثقيف اللسان، عن الفراء، عن العرب، وحكى الكسر والضم أيضًا جماعات منهم الإمام أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبرى، قال: وقرىء بهما فى الشواذ، قال: وجمعه أباره عند قوم، وعند آخرين براهم، وقيل: براهمة. قال الإمام أبو الحسن الماوردى صاحب الحاوى: معناه بالسريانية أب رحيم.
وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: تحذف الألف من الأسماء الأعجمية نحو إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وإسرائيل، استثقالاً لها، كما ترك صرفها. قال: وكذلك سليمان، وهارون، وسائر الأسماء الأعجمية المستعملة، فأما ما لا يكثر استعماله منها كهاروت، وماروت، وطالوت، وجالوت، وقارون، فلا تحذف الألف فى شىء منها، ولا تحذف من داود، وإن كان مستعملاً؛ لأنه حذف منه أحد الواوين، فلو حذفت الألف أيضًا أجحف بالكلمة، وأما ما كان على فاعل كصالح، ومالك، وخالد، فيجوز إثبات الألف، ويجوز حذفها بشرط أن يكثر استعماله، فإن لم يكثر كسالم، وجابر، وحاتم، وحامد، لم يجز حذف الألف، ومما كثر استعماله ويدخله الألف واللام يكتب بغير ألف مع الألف واللام، فإن حذفتهما أثبت الألف، تقول: قال الحارث، وقال: حارث؛ لئلا يشتبه بحرب، ولا تحذف الألف من عمران، ويجوز حذفها وإثباتها فى مروان، وعثمان، وسفيان، ونحوهم بشرط كثرة استعماله، وبالله التوفيق.
٣٢ - إبراهيم خليل الرحمن، صلوات الله عليه وسلامه:
تكرر فى هذه الكتب كلها. قال الله تعالى:{وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}[النساء: ١٢٥] .