راوية حديث العزل، روى حديثها هذا أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وغيرهم. قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح، ويقال: بنت جندل، وهي بضم الجيم، وبالدال المهملة المخففة، قاله الدارقطنى وغيره. قال الدارقطنى: ومن ذكرها بالذال المعجمة فقد أخطأ. وحكى صاحب المطالع فيه الاختلاف فى الدال المعجمة والمهملة، وأن بعضهم شدد الدال المهملة، والصواب ما قاله الدارقطنى، رحمه الله تعالى.
أسلمت جدامة بمكة، وبايعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهاجرت مع قومها إلى المدينة، وكانت تحت أنس بن قتادة بن ربيعة من بنى عمرو بن عوف. روت عنها عائشة، رضى الله عنها، رُوى لها عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثان فيما ذكر أبو عبد الرحمن بقى بن مخلد وغيره.
وروينا في صحيح مسلم ضبط جدامة بالمهملة والمعجمة. قال مسلم: والصحيح المهملة، وهى رواية يحيى بن يحيى، عن مالك، وفى رواية خلف بن هشام عن مالك بالمعجمة، والذى فى صحيح مسلم وغيره: جدامة بنت وهب. وفى رواية له: جدامة بنت وهب، وهى أخت عكاشة، ولعلها أختها لأمه، وإلا فهو عكاشة بن محصن، وقيل: إنها أخت رجل آخر اسمه عكاشة، ليس هو عكاشة الأسدى المشهور، والظاهر الأول؛ لأنها أسدية وهو أسدى. وقال محمد بن جرير الطبرى: إنها جذامة بنت جندل، هاجرت. قال: والمحدثون يقولون: بنت وهب.
١١٥٠ - جميلة:
التى كان اسمها عاصية، فسماها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميلة، ذكرها فى المهذب فى باب العقيقة، وهى جميلة بنت ثابت الأنصارية، أخت عاصم بن ثابت، وهى امرأة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وأم عاصم بن عمر، تكنى أم عاصم بابنها عاصم بن عمر بن الخطاب، كان اسمها عاصية، فلما أسلمت سماها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميلة، تزوجها عمر ابن الخطاب، رضى الله عنه، سنة سبع من الهجرة، ذكر هذا كله ابن الأثير، ثم قال: جميلة بنت عمر بن الخطاب، روى حماد بن سلمة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن ابنتا لعمر كان يقال لها: عاصية، فسماها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميلة.
قال ابن الأثير: هكذا أخرجه الغسانى مستدركًا على ابن عمر. قال: وليس بشىء، فإن جميلة امرأة عمر، وهى بنت ثابت، كان اسمها عاصية فسماها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جميلة، وقد تقدم ذلك. قلت: وقد ذكر مسلم بن الحجاج، رحمه الله تعالى، حديث حماد بن سلمة