هو أبو يعقوب يوسف بن يحيى، وتقدم فى الأسماء. قال الترمذى: البويطى قريشى، ذكره فى آخر الكتاب عند ذكر من روى عنه فقه الشافعى، رضى الله عنه.
* * *
[حرف الثاء المثلثة]
٨٩٥ - ثعلب:
مذكور فى باب الوقف من المهذب، والوسيط. هو الإمام المُجمع على إمامته، وكثرة علومه، وجلالته، أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانى، مولاهم إمام الكوفيين فى عصره لغة ونحوًا، وثعلب لقب له. قال الإمام أبو منصور الأزهرى، فى خطبة كتابه تهذيب اللغة: أجمع أهل هذه الصناعة من العراقيين أنه لم يكن فى زمن أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأبى العباس محمد بن يزيد المبرد مثلهما، وكان أحمد بن يحيى أعلم الرجلين، وأورعهما، وأرواهما للغات والغريب، وأوجزهما كلامًا، وأقلهما فضولاً، وكان محمد بن يزيد أعرب الرجلين بيانًا، وأحفظهما للشعر المحدث والأخبار الفصيحة، وأعلمهما بمواهب البصريين فى النحو ومقائسه، وكان أحمد بن يحيى حافظًا لمذاهب العراقيين، أعنى الكسائى، والفراء، والأحمر، وكان متقدمًا فى صناعته، عفيفًا عن الأطماع الدنية، ورعًا عن المكاسب الخبيثة.
قال غير الأزهرى: سمع ثعلب: ابن الأعرابى، والأثرم، والزبير بن بكار، وأخذ عنه ابن الأنبارى، وأبو عمر الزاهد، وغيرهما، وكان ثقة، دينًا، صالحًا، ورعًا، حكى عن صاحبه أبى عمر الزاهد، قال: كنت فى مجلس أبى العباس ثعلب، فسأله سائل عن شىء، فقال: لا أدرى، فقال: أتقول لا أدرى وإليك تُضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فقال له ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدرى بعر لاستغنت.
ولد ثعلب، رحمه الله، سنة مائتين، وتوفى ببغداد يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين. قال الخطيب البغدادى: ودفن بمقبرة باب الشام، رحمه الله تعالى.