قال: واختلفوا فى أنه من الملائكة، فروى عن طاووس، ومجاهد، عن ابن عباس أنه كان من الملائكة، وكان اسمه عزازيل، فلما عصى الله تعالى لعنه الله وجعله شيطانًا مريدًا، وسماه إبليس، وبهذا قال ابن مسعود، وابن المسيب، وقتادة، وابن جريج، وابن جرير، واختاره الزجاج، وابن الأنبارى، قالوا: وهى مستثنى من جنس المستثنى منه. قالوا: وقول الله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}[الكهف: ٥٠] ، أى طائفة من الملائكة يقال لهم: الجن.
وقال الحسن، وعبد الرحمن بن زيد، وشهر بن حوشب: ما كان من الملائكة قط، واستثناء منقطع، والمعنى عندهم أن الملائكة وإبليس أمروا بالسجود، فأطاعت الملائكة كلهم وعصى إبليس، والصحيح أنه من الملائكة؛ لأنه لم ينقل أن غير الملائكة أمر بالسجود، والأصل فى الاستثناء أن يكون من جنس المستثنى منه، والله أعلم. وأما إنظاره إلى يوم الدين فزيادة فى عقوبته، وتكثير معاصيه وغوايته، نسأل الله الكريم اللطف وخاتمة الخير.
* * *
[باب أبيض]
٤٢ - أبيض بن حمال الصحابى، رضى الله عنه:
مذكور فى المختصر، والمهذب، والوسيط فى إحياء الموات، وحَمَّال بفتح الحاء المهملة، وتشديد الميم، وهو أبو سعيد أبيض بن حمال بن مرثد بن ذى لحيان، بضم اللام، الشيبانى المأربى، بعد الميم همزة ساكنة يجوز تخفيفها بقلبها ألفًا، ثم راء مكسورة وباء موحدة، من أهل مأرب بلدة معروفة باليمن، وسنوضحها فى الميم من اللغات إن شاء الله تعالى.
قال ابن سعد: وفد أبيض على النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، قال: ويقال: بل لقيه بمكة فى حجة الوداع، حديثه عند أولاده، ذكر له فى المهذب حديثين أحدهما:"إقطاع ملح مأرب"، رواه أبو داود، والترمذى، وابن ماجة، والآخر حديث:"لا حمى فى الأراك"(١) ، رواه أبو داود. وفى الصحابة جماعة يسمون أبيض غيره.
* * *
باب أُبيّ
٤٣ - أُبىّ بن عمارة الصحابى الأنصارى، رضى الله عنه:
راوى حديث ترك
(١) أخرجه الدارمى (٢/٣٤٨، رقم ٢٦١١) ، وأبو داود (٣/١٧٥، رقم ٣٠٦٦) ، والدارقطني (٤/٢٤٥) ، والطبرانى (١/٢٧٨، رقم ٨٠٨) . وأخرجه أيضًا: الضياء (٤/٥٦، رقم) وقال: إسناده حسن.