تكرر فى المهذب. هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع ابن عبد الله بن موهبة بن أبى عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان ابن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر الثورى الكوفى، الإمام الجامع لأنواع المحاسن.
وهو من تابعى التابعين، ولد سنة سبع وتسعين، سمع سفيان الثورى: أبا إسحاق السبيعى، وعبد الملك بن عمير، وعمرو بن مرة، وخلائق من كبار التابعين وغيرهم. روى عنه محمد بن عجلان، والأعمش، وهما تابعيان، ومعمر، والأوزاعى، وابن أبى إسحاق، ومالك، وابن عيينة، وشعبة، والفضيل بن عياض، وأبو الأحوص، وأبو إسحاق الفزارى، وابن المبارك، وزائدة، وابن مهدى، ووكيع، وأبو نعيم، ويحيى القطان، ومحمد بن يوسف الفريابى، وخلائق.
واتفق العلماء على وصفه بالبراعة فى العلم بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، وخشونة العيش، والقول بالحق، وغير ذلك من المحاسن. قال أحمد بن عبد الله: أحسن إسناد الكوفة سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود.
وقال أبو عاصم: الثورى أمير المؤمنين فى الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من الثورى. وقال عبد الرزاق: سمعت الثورى يقول: ما استودعت قلبى شيئًا فخاننى قط. وقال يونس بن عبيد: ما رأيت أفضل من الثورى، فقيل: قد رأيت عطاء، وسعيد بن جبير، ومجاهد وتقول هذا؟! فقال: هو والله ما أقول ما رأيت أفضل من الثورى.
وقال يحيى بن معين: كل من خالف الثورى فالقول قول الثورى. وقال ابن مهدى: ما رأيت أحفظ للحديث من الثورى. وقال ابن عيينة: كان ابن عباس فى زمانه، والشعبى فى زمانه، والثورى فى زمانه. وقال عباس الدورى: رأيت ابن معين لا يقدم على الثورى فى زمانه أحدًا فى كل شىء. وقال القطان: ما رأيت أحفظ من الثورى.
وقال ابن عيينة: أنا من غلمان
(١) طبقات ابن سعد (٦/٣٧١) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٤/٢٠٧٧) ، والكنى للدولابى (٢/٥٦) ، والجرح والتعديل (٤/٩٧٢) ، وسير أعلام النبلاء (٧/٢٢٩ - ٢٧٩) . تقريب التهذيب (٢٤٤٥) وقال: "ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون ع". .