للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثورى، وما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه. وقال ابن المبارك: كنت إذا شئت رأيت الثورى مصليًا، وإن شئت رأيته محدثًا، وإن شئت رأيته فى غامض الفقه. وقال الأوزاعى، وقد ذكر ذهاب العلماء: لم يبق منهم من يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إلا الثورى. وقال الوليد بن مسلم: رأيت الثورى يستفتى بمكة ولم يختط وجهه.

وروينا عن عبد الرزاق، قال: بعث أبو جعفر أمير المؤمنين الخشابين قدامه حين خرج إلى مكة، وقال: إذا رأيتم سفيان الثورى فاصلبوه، فوصلوا مكة ونصبوا الخشب، فنودى سفيان، فإذا رأسه فى حجر الفضيل بن عياض، ورجله فى حجر ابن عيينة، فقالوا: يا أبا عبد الله، اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء، فتقدم إلى أستار الكعبة فأخذها، وقال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة.

وأحوال الثورى والثناء عليه أكثر من أن تُحصر، وأوضح من أن تُشهر، وهو أحد أصحاب المذاهب الستة المتبوعة. وقد ذكرت فى ترجمة الشافعى، رضى الله عنه، أن بعض الأئمة جمعهم فى بيت شعر. قال أبو نعيم الفضل بن دكين: خرج الثورى من الكوفة إلى البصرة سنة خمس وخمسين ومائة، فما رجع إليها. قال محمد بن سعد: أجمعوا على أنه توفى بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة، رضى الله عنه.

٢١٥ - سفيان بن عبد الله الصحابى، رضى الله عنه (١) :

عامل عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، مذكور فى المهذب فى أواخر صدقة الغنم، هو أبو عمرو، وقيل: أبو عمرة سفيان بن عبد الله بن أبى ربيعة بن الحارث بن مالك ابن حطيط، بضم الحاء المهملة، ابن جشم بن ثقيف الثقفى الطائفى الصحابى، كان عاملاً لعمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على الطائف، واستعمله إذ عزل عثمان بن أبى العاص عنها، ونقله إلى البحرين.

روى عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث كثيرة. روى مسلم فى صحيحه منها حديثًا، وهو أنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لى فى الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: "قل: آمنت بالله ثم استقم"، وهذا الحديث أحد الأحاديث التى عليها مدار


(١) طبقات ابن سعد (٥/٥١٤) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٤/٢٠٥٧) ، والجرح والتعديل (٤/٩٥٢) ، والاستيعاب (٢/٦٣٠) ، وأسد الغابة (٢/٣١٩) ، والكاشف (١/٢٠١٧) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٤/١١٥) ، والإصابة (٢/٣٣١٥) . تقريب التهذيب (٢٤٤٦) وقال: "صحابي وكان عامل عمر على الطائف م ت س ق"..

<<  <  ج: ص:  >  >>