عرفنا أن ذلك قد سائه، ثم رفع رأسه، ثم قال: إن أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند القدرة.
وأحوال عمر بن عبد العزيز وفضائله غير منحصرة، وفيما أشرنا إليه كفاية. وكان مرضه الذى توفى فيه عشرين يومًا، وقيل له: مَن توصى بأهلك؟ فقال: أن ولى فيهم الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. وأوصى أن يُدفن معه شىء كان عنده من شعر النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأظفار من أظفاره، وقال: إذا مت فاجعلوه فى كفنى، ففعلوا ذلك.
وعن يوسف بن ماهك، قال: بينما نحن نحثو التراب على قبر عمر بن عبد العزيز، سقط علينا رق من السماء مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.
* * *
[باب عمرو]
اتفقو على أن اسم عمرو يكتب فى حالتى الرفع والجر بالواو، ولا يكتب فى النصب واو، قالوا: وكتبت الواو للفرق بينه وبين عمر، وحذفت فى النصب لحصول الفرق بالألف، وجعلت الواو فيه دون عمر لخفت عمرو بثلاث أشياء: فتح أوله، وسكون ثانيه، وصرفه، فلا يجحف به الزيادة بخلاف عمر.
٤٤٣ - عمرو بن أمية الضمرى الصحابى، رضى الله عنه (١) :
مذكور فى مواضع من نكاح المختصر، وفى وكالت المهذب. هو أبو أمية عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد الله بن ناشرة بن كعب بن جدى، بضم الجيم وفتح الدال المهملة المخففة، ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانى الضمرى الصحابى الحجازى.
أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وأول مشاهده بئر معونة، بالنون، وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يبعثه فى أموره، وبعثه عينًا إلى قريش وحده، فحمل خبيب، بضم الخاء، ابن عدى من الخشبة التى صلبوه عليها، وأرسله رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى النجاشى وكيلاً، لتزوج له أم حبيبة بنت أبى سفيان، وكان
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/٢٤٨) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٦/٢٤٨٥) ، والجرح والتعديل (٦/١٢١٦) ، والاستيعاب (٣/١١٦٢) ، وأسد الغابة (٤/٨٦) ، وسير أعلام النبلاء (٣/١٧٩) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٨/٦) . تقريب التهذيب (٤٩٩٠) ، وقال: "صحابي مشهور أول مشاهده بئر معونة بالنون مات في خلافة معاوية ع"..