وقال ابن عبد البر: إنه إنما أسلم بعد غزوة أُحُد، والمشهور الأول. قالوا: وأسرته بنو عامر يوم بئر معونة، فأعتقوه عن رقبة كانت عليهم. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشرون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على حديث وللبخارى آخر. روى عنه بنوه الثلاثة: جعفر، والفضل، وعبد الله، وآخرون. توفى بالمدينة قبيل وفاة معاوية.
٤٤٤ - عمرو بن تغلب الصحابى (١) :
بفتح المثناة من فوق، وإسكان الغين المعجمة، وكسر اللام. هو عمرو بن تغلب العبدى، من عبد القيس، وقيل: هو من بكر بن وائل، وقيل: من النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وجميع المذكور فى نسبه يرجع إلى أسد بن ربيعة، فهو ربعى بالاتفاق، صحب النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم سكن البصرة.
روى عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثين رواهما البخارى. روى عنه الحسن البصرى، لم يرو عنه غيره. ثبت فى صحيح البخارى، عن عمرو بن تغلب، أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أتى بمال أو شىء فقسمه، فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله تعالى، ثم أثنى عليه، ثم قال: “أما بعد، فوالله إنى لأعطى الرجل وأدع الرجل، والذى أدع أحب إلىَّ من الذى أعطى، ولكنى أعطى أقوامًا لما أرى فى قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب”، فوالله ما أحب أن لى بكلمة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُمر النعم.
٤٤٥ - عمرو بن الجموح - بفتح الجيم - ابن زيد بن حرام - بالحاء - ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة - بكسر اللام - الأنصارى السلمى:
من بنى جشم بن الحزرج، شهد العقبة، واختلفوا فى شهوده بدرًا، واستشهد يوم أُحُد، ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر فى قبر واحد، وكانا صهرين، ورووا أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لنفر من بنى سلمة: “سيدكم عمرو بن الجموح”، وكان عمرو سيدًا من سادات بنى سلمة، وشريفًا من أشرافهم، وكان له أربعة بنين يقاتلون مع النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/٦٧) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٦/٢٤٧٧) ، والجرح والتعديل (٦/١٢٣٥) ، والاستيعاب (٣/١١٦٦) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٨/٨، ٩) ، والإصابة (٢/٥٧٨٣) . تقريب التهذيب (٤٩٩٤) ، وقال: “ابن تغلب بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام ثم موحدة النمري بفتح النون والميم صحابي تأخر إلى بعد الأربعين خ س ق”..