للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين. قال الجوهري: بينا فعلى أشبعت الفتحة فصارت ألفًا وأصله بين، قال: وبينما بمعناه زيدت فيه ما، تقول: بينا نحن نرقبه إذا أتانا أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه والجمبل مما يضاف إليها أسماء الزمان، كقولك أتيتك زمن الحجاج أمير ثم حذف المضاف الذي هو أوقات وولى الظرف الذي هو بين الجملة التي أقيمت إليه، وكان الأصمعي يخفض ما بعد بينا إذا صلح في موضعه بين وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر.

[باب الباء وحدها]

قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من توضأ فبها ونعمت" هو حديث صحيح رواه أبو داود، والترمذي وغيرهما، قال الترمذي وغيره: هو حديث حسن. قال الهروي: قال الأصمعي: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "فبها" أي فبالسنة أخذ، قال: وسمعت الفقيه أبا حامد الشاوكي يقول: أراد فبالرخصة أخذ، وذلك أن السنة الغسل يوم الجمعة، فأضمر ولم يذكر الأزهري في "شرح ألفاظ المختصر"، والخطابي في "معالم السنن" سوى قول الأصمعي حكاه عنه. وقال صاحب "الشامل": معناه فبالفريضة أخذ، ونعمت الخلة: الفريضة. قال الخطابي: ونعمت الخصلة، أو نعمت الفعلة أو نحو ذلك. قال: وإنما ظهرت الهاء التي هي علامة التأنيث لإظهار السنة أو الخصلة أو الفعلة، وكذا قال الأزهري: هذه التاء في نعمت هي تاء التأنيث، قال: ونعم ونعمت ضد بئس وبئست، وهما في الأصل نعم ونعمت فخففا.

قلت: وهذا هو المشهور في ضبطه، نعمت بكسر النون وإسكان العين وفتح الميم. قال القلعي وغيره: وروي ونعمت بفتح النون وكسر العين وإسكان العين وفتح التاء. وروي: ونعمت بفتح النون والميم وكسر العين على الأصل، والله تعالى أعلم.

ومعنى قول الأصمعي: فبالسنة أخذ، أي: بما جوزته السنة وجاءت به، والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>