للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدارقطنى: ما رأيت أحفظ منه. وقال الدارقطنى أيضًا: كنا ببغداد فى مجلس فيه جماعة من الحفاظ يتذاكرون، فجاء رجل من الفقهاء فسألهم: من روى عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "جُعلت لى الأرض مسجدًا وجُعلت تربتها طهورًا"؟ فقالت الجماعة: روى هذا الحديث عنه فلان وفلان، فقال السائل: أريد هذه اللفظة، فلم يكن عند أحد منهم جواب، ثم قالوا: ليس لنا غير أبى بكر النيسابورى، فقاموا كلهم إليه، فسألوه عن هذه اللفظة، فقال: نعم، حدثنا فلان، عن فلان، وساق فى الوقت الحديث من حفظه، واللفظ فيه هذا آخر ما ذكره الشيخ أبو إسحاق، واتفق العلماء على توثيق أبى بكر هذا والثناء عليه، وأكثر الدارقطنى الرواية عنه فى سننه.

* * *

[باب أبى بكرة بالهاء فى آخره]

٧٤٣ - أبو بكرة الصحابى، رضى الله عنه (١) :

تكرر فى هذه الكُتب، اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة، بكاف ولام مفتوحتين، ابن عمرو بن علاج بن أبى سلمة، وهو عبد العزى بن غيرة، بكسر الغين المعجمة، ابن عوف بن قسى، بفتح القاف وكسر السين المهملة، وهو ثقيف بن منبه الثقفى البصرى، وأمه سمية أمة للحارث بن كلاه، وهى أيضًا أم زياد بن أبيه، وإنما كنى أبا بكرة؛ لأنه تدلى من حصن الطائف إلى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ببكرة، وكان أسلم وعجز عن الخروج من الطائف إلا هكذا.

رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مائة حديث واثنان وثلاثون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على ثمانية أحاديث، وانفرد البخارى بخمسة، ومسلم بحديث. روى عنه ابناه عبد الرحمن ومسلم، وربعى بن خراش، والحسن البصرى، والأحنف، وكان أبو بكرة من الفضلاء الصالحين، ولم يزل على كثرة العبادة حتى توفى، وكان أولاده أشرافًا بالبصرة فى كثرة العلم والمال الولايات.

قال الحسن البصرى: لم يكن بالبصرة من الصحابة أفضل من عمران بن الحصين، وأبى بكرة، واعتزل أبو بكرة يوم الجمل، فلم يقاتل مع أحد من الفريقين. توفى بالبصرة سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة ثنتين وخمسين.


(١) انظر: الإصابة (٣/٥٧١) ، وطبقات ابن سعد (٧/١٥، ١٦) ، والتاريخ الكبير (٨/١١٢) ، والجرح والتعديل (٨/٤٨٩) ، والاستيعاب (٤/٢٣) ، وأسد الغابة (٥/١٥١) ، وسير أعلام النبلاء (٣/٥ - ١٠) برقم (١) ، والبداية والنهاية (٨/٥٧) ، وتهذيب التهذيب (١٠/٤٦٩) ، والعقد الثمين (٧/٣٤٧) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>