للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتاب الإجماع، وغيرها.

واعتماد علماء الطوائف كلها فى نقل المذاهب ومعرفتها على كتبه، وله من التحقيق فى كتبه ما لا يقاربه أحد، وهو فى نهاية من التمكن فى معرفة صحيح الحديث وضعيفه، وله عادات جميلة فى كتابه الإشراف، أنه إن كان فى المسألة حديث صحيح، قال: ثبت عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كذا، أو صح عنه كذا، وإن كان فيها حديث ضعيف قال: روينا، أو يروى عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كذا، وهذا الأدب الذى سلكه هو طريق حذاق المحدثين، وقد أهمله أكثر الفقهاء وغيرهم من أصحاب باقى العلوم.

ثم له من التحقيق ما لا يدانا فيه، وهو اعتماده ما دلت عليه السنة الصحيحة عمومًا أو خصوصًا بلا معارض، فيذكر مذاهب العلماء، ثم يقول فى أحد المذاهب: وبهذا أقول، ولا يقول ذلك إلا فيما كانت صفته كما ذكرته، وقد يذكر دليله فى بعض المواضع، ولا يلتزم التقيد فى الاختيار بمذهب أخد بعينه، ولا يتعصب لأحد، ولا على أحد على عادة أهل الخلاف، بل يدور مع ظهور الدليل ودلالة السنة الصحيحة، ويقول بها مع مَن كانت، ومع هذا فهو عند أصحابنا معدود من أصحاب الشافعى، مذكور فى جميع كتبهم فى الطبقات.

وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازى صاحب المهذب فى كتابه طبقات الفقهاء فى أصحاب الشافعى، فقال: صنف فى اختلاف العلماء كُتبًا لم يصنف أحد مثلها. قال: واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف. قال: ولا أعلم عمن أخذ الفقه. قال: وتوفى بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، رحمه الله.

٧٤٢ - أبو بكر النيسابورى (١) :

من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه المتقدمين، مذكور فى المهذب فى آخر باب التفليس. قال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات: هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابورى، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وتوفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قال: وهو مولى أبان بن عثمان بن عفان، وسكن بغداد، وكان زاهدًا، بقى أربعين سنة لم ينم الليل يصلى الصبح بطهارة العشاء. قال: وجمع بين الفقه والحديث، وله زيادات على كتاب المزنى.


(١) انظر: تاريخ بغداد (١٠/١٢٠ - ١٢٢) وطبقات الفقهاء للشيرازى (١١٣) والإكمال لابن ماكولا (٢/٢٥٩) والمنتظم (٦/٢٨٦، ٢٨٧) والمختصر فى أخبار البشر (٢/٨٤) وسير أعلام النبلاء (١٥/٦٥ - ٦٨) وتذكرة الحفاظ (٣/٨١٩ - ٨٢١) وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى (٣/٣١٠ - ٣١٤) ومرآة الجنان (٢/٢٨٨، ٢٨٩) والبداية والنهاية (١/١٨٦) وتهذيب التهذيب (٥/١٣٢) والنجوم الزاهرة (٣/٢٥٩) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>