الصحابة مكانه، ويثنى عليه فى وجهه، واستخلفه فى الصلاة، ومناقبه غير منحصرة.
قال ابن إسحاق: كان خروج النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبى بكر، رضى الله عنه، للهجرة بعد العقبة الثانية بشهرين وأيام، بايعوه فى العقبة فى اليوم الأوسط من أيام التشريق، وخرجا لهلال شهر ربيع الأول. وشهد أبو بكر مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان بالحديبية، وخيبر، وفتح مكة، وحنينًا، والطائف، وتبوك، وحجة الوداع، وسائر المشاهد.
وأجمع أهل السير على أن أبا بكر، رضى الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى مشهد من مشاهده. قال محمد بن سعد: ودفع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رايته العظمى يوم تبوك إلى أبى بكر، وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت معه يوم أُحُد ويوم حنين.
فصل مختصر فى بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبى بكر الصديق، رضى الله عنه
روينا عن البراء بن عازب، رضى الله عنهما، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلاً بثلاثة عشر درهمًا، فقال أبو بكر لعازب: مُر البراء ليحمل إلىَّ الرحل، فقال عازب: لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكما، فقال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصرى هل أرى من ظل نأوى إليه، فإذا صخرة أتيناها، فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه، ثم قلت له: اضطجع يا نبى الله، فاضطجع النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ثم انطلقت أنظر ما حولى هل أرى من الطلب أحدًا، فإذا أنا براعى غنم يسوق غنمه، فسألته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش سماه فعرفته، فقلت: هل فى غنمك من لبن؟ قال: نعم، فقلت: هل أنت حالب لبنًا؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه فنفض، فحلب لى كتبة من