جيحان، هكذا أخبرت الثقاة الذين شاهدوهما، وغلط الجوهري في قوله جيحان نهر بالشام.
[حرف الحاء]
حبر: الحبر الذي يكتب به مكسور الحاء، وأما العالم فيقال: بفتح الحاء وكسرها لغتان مشهورتان، والمحبرة وعاء الحبر، وفيها لغتان فتح الميم وكسرها، وممن ذكر اللغتين فيها شيخنا جمال الدين بن مالك رضي الله تعالى عنهما في كتابه المثلث قوله: برد حبرة هو بكسر الحاء وفتح الباء كعنبة وهي مفردة، والجع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات، ويقال: برد حبرة على الوصف، وبرد حبرة على الإضافة، وهو أكثر في استعمالهم، ويقال: برد حبير على الوصف، وهو ثوب يمان يكون من قطن أو كتان مخطط، محبر أي: مزين، والتحبير التزيين والتحسين.
حبس: قال الجوهري: الحبس ضد التخلية، وحبسته واحتبسته بمعنى، واحتبس أيضا بنفسه يتعدى ولا يتعدى، وتحبس على كذا أي حبس نفسه على ذلك، والحبسة بالضم الاسم من الاحتباس، ويقال للصمت حبسه، واحتبست فرسا في سبيل الله تعالى أي: وقفت، فهو محتبس وحبيس، والحبس بالضم ما وقف، والحبس بالكسر خشب أو حجارة تبنى في مجرى الماء لتحبس الماء، فيشرب منه القوم، ويسقوا أموالهم، والجمع أحباس، ويسمى مصنعة الماء حبسا.
حبل: في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن بيع حبل الحبلة، وهو بفتح الحاء والباء في حبل وفي الحبلة.
قال القاضي عياض: ورواه بعضهم بإسكان الباء في الأول وهو قوله حبل وهذا غلط، والصواب الفتح. قال أهل اللغة: الحبلة هنا جمع حابل كظالم وظلمة، وفاجر وفجرة، وكاتب وكتبة. قال الأخفش: يقال حبلت المرأة فهي حابل، ونسوة حبلة. قال ابن الأنبارى وغيره: الهاء في الحبلة للمبالغة، واتفق أهل اللغة: على أن الحبل مختص بالآدميات، وإنما يقال في غيرهن الحمل، يقال: حبلت المرأة ولدا وحبلت بولد وحبلت من زوجها وحملت الشاة والبقرة والناقة ونحوها، ولا يقال: حبلت.
قال أبو عبيدة: لا يقال لشيء من الحيوان حبل إلا ما جاء في هذا الحديث، واختلفوا في المراد بالنهي عن بيع الحبل الحبلة، فقيل: هو البيع بثمن مؤجل إلى أن