للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتعرف، ولا مشاركة فيها، وأى فائدة أعظم من هذه، وأما ما يقع فى أثناء الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم، فقليل جدًا لا تخلو أبواب الفقه عن مثله للتدرب ومعرفة الأدلة وتحقيق الشىء على ما هو عليه، كما يقولون فى الفرائض ترك مائة جلدة، ونحو ذلك، وبالله التوفيق.

فهذا آخر ما انتخبته من نبذ العيون المتعلقة بترجمة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حبيب رب العالمين، وخير الأولين والآخرين، صلوات الله عليه وسلامه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين، وحسبى الله ونعم الوكيل.

[إمامنا، رضى الله عنه]

٢ - إمامنا، رضى الله عنه، هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى القريشى المطلبى الشافعى الحجازى المكى (١) :

ابن عم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يلتقى معه فى عبد مناف. وقد أكثر العلماء، رحمهم الله تعالى، من المصنفات فى مناقب الشافعى وأحواله من المتقدمين والمتأخرين، كداود الظاهرى، والساجى، وخلائق من المتقدمين، وأما المتأخرين كالدارقطنى، والآجرى، والرازى، والصاحب بن عباد، والبيهقى، ونصر المقدسى، وخلائق لا يحصون، فكتبهم فى مناقبه مشهورة، ومن أحسنها وأثبتها كتاب البيهقى، وهو مجلدان ضخمان مشتملان على نفائس من كل فن، استوعب فيهما معظم أحواله ومناقبه بالأسانيد الصحيحة والدلائل الصريحة، وكتابنا هذا مبنى على الاختصار، فلا يليق به البسط والتطويل والإكثار، فأقتصر فيه إن شاء الله تعالى على الإشارة إلى نبذ من تلك المقاصد والمرمز إلى جُمل من تلك الكليات والمعاقد، فأقول مستعينًا بالله متوكلاً عليه، مفوضًا أمرى إليه:

الشافعى، رضى الله عنه، قريشى مطلبى بإجماع أهل النقل من جميع الطوائف، وأمه أزدية، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة فى فضل قريش، وانعقد الإجماع على تفضيلهم على جميع قبائل العرب وغيرهم.

وفى الصحيحين عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الأئمة من قريش" (٢) . وفى صحيح مسلم، عن جابر، رضى الله عنه، عن


(١) انظر: التاريخ الكبير (١/٤٢) ، والجرح والتعديل (٧/٢٠١ - ٢٠٤) ، والثقات لابن حبان (٩/٣٠) ، ووفيات الأعيان (٤/١٦٣ - ١٦٩) ، والمختصر فى أخبار البشر (٢/٢٦، ٢٧) ، وسير أعلام النبلاء (١/٣٦١ - ٣٦٣) برقم (١) ، والوافى بالوفيات (٢/١٧١ - ١٨١) ، وتهذيب التهذيب (٩/٢٥ - ٣١) ، وتقريب التهذيب (٢/١٤٣) ، والنجوم الزاهرة (٢/١٧٦، ١٧٧) ..
(٢) أخرجه الطيالسى (ص ٢٨٤، رقم ٢١٣٣) ، وأحمد (٣/١٢٩، رقم ١٢٣٢٩) ، والطبرانى (١/٢٥٢، رقم ٧٢٥) ، وأبو نعيم فى الحلية (٥/٨) ، والبيهقى (٨/١٤٣، رقم ١٦٣١٨) ، والضياء (٤/٤٠٣، رقم ١٥٧٦) . وأخرجه أيضًا: النسائى فى الكبرى (٣/٤٦٧، رقم ٥٩٤٢) ، وأبو يعلى (٧/٩٤، رقم ٤٠٣٢) ، والطبرانى فى الأوسط (٧/٤١، رقم ٦٧٨٩) . قال الهيثمى (٥/١٩٤) : رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير، وفيه عبد الله بن فروح وثقه ابن حبان، وقال: ربما خالف وفيه كلام، وبقية رجال الكبير ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>