بكى حارث الجولان من فقد ربه ... وحوران منه موحش متضائل
وهو الذي عناه حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه بقوله:
قد عنى جاسم إلى بيت رأس ... فالحوابي فحارث الجولان
قيل: حارث جبل، وقيل: رجل بعينه، قال أبو الفتح الهمداني: مثال الجولان فعلان بفتح الأول وإسكان الثاني، وهو مشتق من الجولان بفتحهما من جال يجول، فالجولان بفتح بالإسكان، الاسم سمي بذلك لاتساعه، هذا كلام أبي الفتح، وكذا ذكر الحازمي في المؤتلف: أن الجولان ساكن الواو، وهذا لا خلاف فيه.
جابية: وأما الجابية: فقرية معروفة بجنب نوى على ثلاثة أميال منها من جانب الشمال، وإلى هذه القرية ينسب باب الجابية أحد أبواب دمشق. قال أبو الفتح: سميت الجابية تشبيها بما يجبى فيه الماء، فإن الجابية اسم للحوض، فسميت جابية لكثرة مياهها، قال: والجابية أيضًا جماعة القوم، فيجوز أن تكون سميت بذلك لاجتماع الناس بها وكثرتهم فيها لكونها أرض خصب وخير.
جيحون: بفتح الجيم وإسكان الحاء المهملة، مذكور في الروضة في أول كتاب الحج في فصل الاستطاعة في ركوب البحر، وهو النهر المعروف في طرف خراسان عند بلخ.
قال أبو الفتح الهمداني: يمكن أن يكون فعلونا وفيعولا، فإن جعلته فعلونا كان من الاجتياح، والنون زائدة سميت بذلك لأخذه مياه الأنهار التي بقربه، واجتذابه إياها إلى نفسه، يقال من ذلك جاحه يجيحه ويجوحه لغتان، فإن جعلته ملدا فالنون أصل، وهو من الجحن بفتح الجيم والحاء، يقال: غلام لجحن إذا كان سيء الغذاء، فكأنه قيل له جيحون لقلة أصله وصغر وبعيرا، ولك في جيحون إن كان عربيا الصرف على معنى التذكير، وترك الصرف على معنى التأنيث، وإن كان عجميا فيترك الصرف لا غير، ونهر آخر يقال له جيحان، ويكون فعلانا وفيعالا من ذلك، هذا آخر كلام أبي الفتح.
وقال الحافظ أبو بكر الحازمي: سيحان نهر عند المصيصة له ذكر في الآثار، قال: وهو غير سيحون، وأما الجوهري فقال في الصحاح في فصل: جحن جيحون نهر بلخ وهو فيعول، قال: وجيحان نهر بالشام، والصواب أن جيحان نهر المصيصة من بلاد الأرمن، وسيحان نهر آذنة، وهما عظيمان جدا أكبرهما