سنة أربع وستين بويع لعبد الله ابن الزبير بالخلافة، وأطاعه أهل الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وجدد عمارة الكعبة، وبقى فى الخلافة إلى أن حصره الحجاج بن يوسف بمكة أول ليلة من ذى الحجة سنة ثنتين وسبعين، وحج الحجاج بالناس ولم يزل يحاصره إلى أن قتله يوم الثلاثاء سابع عشر فى جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، هكذا نقله ابن سعد عن أهل العلم، ونقله غيره، وقيل: بل قتل فى نصف جمادى الآخرة. وحكى البخارى عن حمزة أنه قُتل سنة ثنتين وسبعين، والمشهور الأول.
وكان أطلس لا لحية له، رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثة وثلاثون حديثًا، اتفقا على ستة، وانفرد مسلم بحديثين، روى عنه أخوه عروة، وابن أبى مليكة، وعباس بن سهل، وثابت البنانى، وعطاء، وعبيدة السلمانى، وخلائق آخرون.
قال ابن قتيبة: ولد عبد الله بن الزبير حمزة، وخبيبًا، وثابتًا، وعبادًا، وقيسًا، وعامرًا، وموسى، وعبد الله، وبنات.
واعلم أن عبد الله بن الزبير هو أحد العبادلة الأربعة، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، هكذا سَّماهم أحمد ابن حنبل وسائر المحدثين وغيرهم، قيل لأحمد: فابن مسعود؟ قال: ليس هو منهم. قال البيهقى: لأنه تقدمت وفاته، وهؤلاء عاشوا طويلاً حتى احتيج إلى علمهم، فإذا اتفقوا على شىء قيل: هذا قول العبادلة أو فعلهم، ويلتحق بابن مسعود فى هذا سائر المسمين عبد الله من الصحابى، وهم نحو مائتين وعشرين. وأما قول الجوهرى فى صحاحه أن ابن مسعود أحد العبادلة الأربعة، وأخرج ابن عمرو بن العاص، فغلط ظاهر نبهت عليه لئلا يغتر به.
٢٩٨ - عبد الله بن زيد بن عاصم الصحابى (١) :
تكرر فى المهذب. هو راوى صفة الوضوء، وحديث الرجل يشك فى الحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا، وحديث صلاة الاستسقاء، ذكره فى المهذب فى صفة الوضوء، والاستسقاء، وأول الشك فى الطلاق، وهو غير عبد الله بن زيد صاحب الأذان، فإن ذلك ليس له إلا حديث الأذان، وسنذكر ترجمته عقيب هذا إن شاء الله تعالى، وأما هذا فهو
(١) التاريخ الكبير للبخارى (٥/٢٠) والجرح والتعديل (٥/٢٦٦) والاستيعاب (٣/٩١٣) وأسد الغابة (٣/١٦٧) وسير أعلام النبلاء (٢/٣٧٧) وتاريخ الإسلام (٣/٢٩) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٥/٢٢٣) والإصابة (٥/٣٨٥) وشذرات الذهب (١/٧١) . تقريب التهذيب (٣٣٣١) ، وقال: “صحابي شهير روى صفة الوضوء وغير ذلك ويقال إنه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب واستشهد بالحرة سنة ثلاث وستين ع”..