للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول:

قالوا غزوت، ورسل الله ما بعثو ... لقتل نفس ولا جاؤا لسفك دم

جهل وتضليل أحلام وسفسطة ... فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

لما أتى لك عفوا كل ذي حسب ... تكفل السيف بالجهال والعمم «١»

والشر إن تلقه بالخير ضقت به ... ذرعا وان تلقه بالشر ينحسم

سل المسيحية الغراء كم شربت ... بالصاب من شهوات الظالم الغلم «٢»

طريدة الشرك يؤذيها ويوسعها ... في كل حين قتالا ساطع الحدم «٣»

لولا حماة لها هبوا لنصرتها ... بالسيف ما انتفعت بالرفق والرحم «٤»

لولا مكان لعيسى عند مرسله ... وحرمة وجبت للروج في القدم «٥»

اسمر البدن الطهر الشريف على ... لوحين لم يمش مؤذيه ولم يجم «٦»

جل المسيح وذاق الصلب شانئة ... ان العقاب بقدر الذنب والجرم «٧»

اخو النبي وروح الله في نزل ... فوق السماء ودون العرش محترم «٨»


(١) العمم: اسم جمم للعمامة.
(٢) الغلم: الهائج الثائر.
(٣) الحدم: (بالتحريك) شدة احتراق النار.
(٤) الرحم: الرقة والمغفرة والتعطف.
(٥) المكان: المكان بمعنى القرب وارتفاع المنزلة لأن الله تعالى منزة عن المكان والجهة ووجبت: تثبتت له من القدم لأن الله تعالى علم الأشياء وأرداها أزلا فصارت واجبة بمعنى أنها لم تتخلف أبدا والخبرا محذوف في قوله (مكان) و (حرمة) أي ثابتان.
(٦) لسمر: جواب الشرط في البيت السابق، الطهر: الطاهر من أدران المعاصي ووصفت بالمصدر مبالغة، واللوحان: الصليب الذي أعد له صلّى الله عليه وسلّم والمراد بالتسمير: الصلب، لم يجب: لم يفزع.
(٧) جل المسيح: تنزه عما رماه به اليهود من كاذب التهم وباطل الأقاويل وعما زعموا من أنهم صلبوه وقتلوه (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) ، وشائنة: مبغضة، وحرك الراء في قوله والحرم اتباعا لحركة الجيم قبلها.
(٨) أخو النبي: أي في الرسالة روح الله أي روح منه قال تعالى: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) صدق الله العظيم وسمى روحا لا حيائه الموتى بإذن الله ولأنه نفخة من جبريل قال تعالى: (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) . صدق الله العظيم. ونسبة النفخ إلى الله تعالى مجاز، من: في الاية للابتداء، فوق السماء: أي الدنيا، محترم صفة.

<<  <   >  >>