للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لولاه لم نر للدولات في زمن ... ما طال من عمد أوفر من دعم «١»

تلك الشواهد تترى كل اونة ... في الأعصر الغر لا في الأعصر الدهم «٢»

فيسترسل شوقي في مدحه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويقول: انه علم المسلمين كل شيء في حياتهم، حتى فنون الحرب والقتل وبخاصة ما فيه من العهود والحقوق وأصول الأمانة وحفظ الذمة للأسرى والمحافظة على جثث القتلى وعدم التمثيل بها، فقد دعا الرسول المسلمين للجهاد ونادى أن يكون فيه فخرهم وعزهم وعلوهم وان هذه الحرب هي الأساس الذي يا بنى عليه الكون وتقوم الأمم.

والأسس والنظم التي تقوم من خلالها الدول مهما طال عليها الزمن أو ثبت حدودها، وهذه الشواهد والاثار تتوالى في كل زمن من الأزمان الحاضرة أو الأزمان الغابرة.

ويقول الشاعر كذلك:

بالأمس مالت عروش واعتلت سرر ... لولا القذائف لم تسلم ولم تصم «٣»

ويؤكد أن هذه التغييرات بين نظام واخر وبين ملك واخر ما كانت لتتم لولا الحرب.


(١) عمد: جمع عمود، وقر: ثبت، دعم: جمع دعامة وهي عماد البيت وهي هنا كناية عما يستقيم به نظام الممالك ويرتفع شأن الأمم.
(٢) الغر: جمع أغر ذي الغرة وهي بياض في الجبهة، الأعصر الغر: التي ساد فيهم الظلم ما زالت الغلبة للقوة ولا زالت معتمد الدول ومستند الأمم في رفع عماد الملك وتثبيت دعامة الحكم، استوت في ذلك الأزمان السالفة إلى يظنونها أزمان تأخر وتقهقر والأيام الحاضرة التي يزعمونها أيام تقدم وتنور.
(٣) اعتلت: علت.

<<  <   >  >>