للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحضارة الفرعونية ويؤكد أن قيمة الحضارة ليست في أهرامات ومقابر لتظل قائمة على مدى الأزمان، ولكن الحضارة هي إقامة العدل.

ثم يعود مرة أخرى إلى الحضارة الرومانية ويتناول جانب التشريع ويقارن بين هذه التشريعات الرومانية وبين شريعة الله ويقول الشاعر: هناك تشريعات مكتوبة ومتناقضة عند الرومان، وهنا في الشريعة الإسلامية لا نجد إلا العدل والقسطاس يحكم به بين كافة البشر لا فرق بين حاكم ومحكوم، وسيد أو مسود، ولا غنى وفقير، فكلهم أمام الشريعة سواء.

ومن هنا كان عدل الله في شريعتنا بينما نرى التشريع الروماني يحاسب السادة بكيل، والعبيد بكيل اخر.

ويعرج الشاعر في المقارنة نحو لغة القانون الروماني ولغة القران الكريم وهو مصدر الشريعة الإسلامية فيؤكد أنه لا وجه للمقارنة بين الكتاب السماوي الكريم وبين الألفاظ والتراكيب الساذجة والركيكة والضعيفة التي صيغ بها التشريع الروماني.

ويقول:

ولا احتوت في طراز من قياصرها ... على رشيد ومأمون ومعتصم «١»

من الذين إذا سارت كتائبهم ... تصرفوا بحدود الأرض والتخم «٢»

ويجلسون إلى علم ومعرفة ... فلا يدانون في عقل ولا فهم

يطأطيء العلماء الهام أن نبسوا ... من هيبة العلم لا من هيبة الحكم

ويمطرون فما بالأرض من محل ... ولا بمن بات فوق الأرض من عدم «٣»


(١) الطراز: علم الثوب والجيد من كلشيء، ولا احتوت على رشيد ... إلخ أي على أمثالهم في الفضل والعدل والحزم، رشيد: هو هارون الرشيد، مأمون هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ولى الخلافة يوم وفاة أخية المأمون.
(٢) الكتائب: جمع كتيبه وهي الجيش، والتخم: كعنق جمع تخوم وهو الفواصل بين الأرض من المعالم والحدود.
(٣) المحل: الجذب، العدم: فقدان المال.

<<  <   >  >>