ينتقل خلال هذا الجزء من معجزة إلى أخرى حتى يختتمه بتوسلاته ودعائه.
وفي الجزء السادس يتحدث الإمام البوصيري عن معجزة أخرى أعظم مكانة في الرسالة المحمدية وهي معجزة القران الكريم يتحدث عنها في سبعة عشر بيتا ولعل الإمام البوصيري ظل يتحدث حول معجزات الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو يدرك كأن هناك هاتفا يسأله: ما بالك تعدد هذه المعجزات، فيطلب منه أن يدعه في تلك اللحظات الروحانية ليتلذذ بها وتطيب خلالها نفسه وليستمد من نورها نورا لقلبه وعقله وروحه، ثم يتعرض لمعجزه القران الكريم بما فيها من شفاء ورحمة وما بها من ملائمة، ويقف أمام المعارضين الذين تصدوا لبلاغة القران أمثال:
(مسيلمة الكذاب، وطليحة، وسجاح، والمثنى) ، ويبين بأنهم فشلوا فيما سعوا إليه، ثم يورد بعد ذلك قصص السابقين، ويعظم مكانة القران الكريم بما فيه من الخير والعظة والإرشاد والعدل وأن القران قد حفظه الله فلم يمسه تغيير أو تبديل.
ويخصص الإمام البوصيري الجزء السابع من قصيدته للحديث عن الإسراء والمعراج ومن خلال ثلاثة عشر بيتا يتناول فيها الإمام البوصيري قصة الإسراء والمعراج في تسلسل منطقي مستمدا من القران الكريم مادار حول هذا الحدث التاريخي العظيم.
أما الجزء الثامن من القصيدة فيصف فيه الإمام البوصيري بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكيف فزعت منها قلوب الكفار، ثم يتحدث عن الغزوات وشجاعة الرسول وشجاعة المسلمين خلال اثنين وعشرين بيتا.
ثم يأتي الجزء التاسع وعدد أبياته أثنا عشر بيتا يتحدث فيها عن أسفه لما قام في سابق عهده من نظم الشعر والمدح لمن لا يستحق هذا المديح تقربا إلى ذوى الشأن ويتحدث عما فعله في أيام صباه ويقر بذنوبه ولكنه يأمل الخير والمغفرة بمدحه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويعرض مقارنة بين مدحه لرسول صلّى الله عليه وسلّم وما سيناله لهذا المدح وبين ما قام به زهير حينما مدح هرم بن سنان وأجزل له هرم العطاء، ويشير إلى أن عطاء الرسول لا ينقص، فهو عطاء مستمر في الدنيا والاخرة، أما عطاء