للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول:

محمد سيد الكونين والثقلين ... والفريقين من عرب ومن عجم «١»

نبينا الامر الناهي فلا أحد ... أبر في قول لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته ... لكل هول من الأهوال مقتحم «٢»

دعا الله فالمستمسكون به ... مستمسكون بحبل غير منفصم «٣»

فاق النبيين في خلق وفي خلق ... ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس ... غرفا من البحر أورشفا من الديم «٤»

فمحمد صلّى الله عليه وسلّم سيد الخلق جميعا، سيد الأنس والجن، سيد العرب والعجم، له مكانته التي لا تدانيها مكانة لأحد، وهو حبيب الله المرجوة شفاعته لأمته، الشجاع الذي جاء للدعوة إلى الهدى وإلى التمسك بدين الله عز وجل، عظمه ربه وقدمه على سائر الأنبياء.

ويمضي فيقول:

وواقفون لديه عند حدهم ... من نقطة العلم أو من شكلة الحكم «٥»

فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبا باريء النسم «٦»

منزه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم

دع ما ادعته النصاري في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم «٧»


(١) الثقلان: الأنس والجن.
(٢) مقتحم: بفتح الحاء، مهجوم عليه ومتورط فيه.
(٣) منفصم: منقطع.
(٤) رشفا: مصا بالشفتين، الديم: بكسر الدال وفتح الحاء جمع ديمه وهي مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق، ومعنى هذا أن ما جاء به الأنبياء السابقون صلوات الله عليهم من الهدى إذا قيس إلى هدى محمد صلّى الله عليه وسلّم كان كغرفة من بحر أو رشفة من مطر.
(٥) الحكم: جمع حكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها.
(٦) النسم: الأرواح جمع نسمه وهي الروح أو الإنسان.
(٧) احتكم: تصرف في المدح كما تشاء.

<<  <   >  >>